غزة- مصدر الإخبارية

كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن السلطات الإسرائيلية تفرض قيودًا جديدة ومعقدة على عمل المنظمات الإنسانية في قطاع غزة، عبر نظام تسجيل إداري مستحدث يعطل دخول المساعدات الإغاثية العاجلة، ما أدى إلى احتجاز عشرات ملايين الدولارات من الإمدادات خارج القطاع في وقت يعيش فيه السكان أوضاعًا مأساوية.

ونقلت الصحيفة عن أكثر من 40 منظمة دولية غير حكومية، من بينها أطباء بلا حدود وأوكسفام والمجلس النرويجي للاجئين، قولها إن السلطات الإسرائيلية رفضت 99 طلبًا لإدخال المساعدات خلال الأيام الاثني عشر الأولى من وقف إطلاق النار الأخير، في حين تم تعطيل معظم الطلبات المقدمة من المجلس النرويجي للاجئين.

وأشارت المنظمات إلى أن هذه الإجراءات الإسرائيلية تحرم ملايين المدنيين في غزة من المساعدات المنقذة للحياة، بما في ذلك المواد الغذائية والطبية والمستلزمات الصحية، مؤكدة أن الأزمة الإنسانية في القطاع تتفاقم بسبب نقص الوقود وتعطّل الإمدادات اللوجستية، ما يهدد بانهيار شامل للمنظومة الإنسانية.

وأضافت الصحيفة أن المنظمات الإنسانية ترى في هذا النظام الجديد أداة بيروقراطية لعرقلة عملها وتقليص نطاق المساعدات، معتبرة أن تل أبيب تمارس “سيطرة مفرطة” على حركة الإغاثة الدولية رغم المطالب المتكررة من الأمم المتحدة لتسهيل وصولها دون عراقيل.

يأتي هذا التطور في وقت يعيش فيه قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، بعد أكثر من عام من الحرب التي دمّرت البنية التحتية وأدت إلى نزوح أكثر من 1.8 مليون شخص.

وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن نحو 80% من سكان القطاع يعانون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، فيما تواجه المستشفيات نقصًا كارثيًا في الأدوية والمعدات الطبية.