التوتر الروسي الاوكراني ما بين السطور

بقلم/الدكتور ياسر الشرافي
اليوم الخميس فجراً، بدأ التحرك الروسي العسكري لأوكرانيا، عملياً قد تَطال هذه الحرب مدن أوروبية أخرى؛ إذ لم تنتصر حكمة جميع أطراف الصراع، بأن الكل هو الخاسر من وراء تلك الحرب التي قد تقود لحرب عالمية ثالثة.
وإذ لم تؤخذ تخوفات روسيا الأمنية منذ عشرات السنوات على محمل الجد من قبل حلف الناتو الذي تقوده أمريكا، حيث هذا الحلف أُسس منذ البداية لمواجهة وردع التوسع الروسي إبان حقبة الاتحاد السوفيتي، قبل وحدة المانيا الشرقية و الغربية، توصل الغرب مع روسياً أن لا توسع لهذا الحلف اتجاه المجال الحيوي للأمن القومي الروسي بضم دول أخرى من أوروبا الشرقية مثل دول الاتحاد السوفيتي سابقاً كأوكرانيا و دول شرقية أخرى مثل بولاندا، حيث كانت وحدة ألمانيا بشقيها الغربي و الشرقي، مقدمة لهذا الاتفاق بين الغرب بقيادة أمريكا و روسيا .
الغرب لم يلتزم قيد أنملة اتجاه ما وقعه مع روسيا في أخذ التخوفات الأمنية الروسية على محمل الجد، فقام بضم دول قريبة من روسيا لحلف الناتو، بل قام بنشر صواريخ هجومية، و قواعد عسكرية موجهة ضد روسيا، و حاول حلف الناتو لاحقاً فرض الامر الواقع منذ سنوات لضم أوكرانيا خاوة لهذا الحلف، لكن الرد الروسي كان لهم بالمرصاد، فكان هناك التفاف غربي لضم أوكرانيا لهذا الحلف بدعم أوكرانيا عسكريا و أمنيا و ماليا، حتى تكون حصان طروادة في مواجهة الدب الروسي بالوكالة عن أمريكا ، حيث تناسى الناتو أنه يقامر بورقة أوكرانيا ضد روسيا.
ورغم الدعم العسكري هذا، تبقى القوة العسكرية لأوكرانيا، كالنملة أمام الدب الروسي، فمن يريد الخير لدولة صغيرة مثل أوكرانيا عليه عدم ايقاعها في النار امام الدبابات الروسية، أو من يريد حماية أوكرانيا، عليه أن يُرسل جيوشه لمجابهة الدب الروسي رغم أحقية روسيا في الدفاع عن نفسها أمام القواعد الامريكية التي تنتشر حول حدودها، لكن أمريكا لم و لن تخوض مواجهة عسكرية مباشرة بجنودها ضد روسيا، لأن سياسة أمريكا استعمال الجنود الاوكران و مواطنين تلك الدولة كأوراق البوكر بالمقامرة بهم، حتى و ان اندثرت تلك الدولة لاحقاً من خرائط الجغرافيا الكروية، حيث الحل لوقف تلك الحرب و حروب أخرى مستقبلية في أوروبا سلس و سهل جداً .
عدم التوسع العسكري لحلف الناتو في شرق أوروبا او ضم روسيا لهذا الحلف، و استبدال القواعد العسكرية نشر الصواريخ حول روسيا بجسور التبادل التجاري و تنمية الشعوب على كل الأصعدة، و مغادرة أمريكا عقلية الكابوي الذي يريد كل شيء رغم أنف شعوب هذه الأرض، حيث العالم أصبح منذ عقدين ثنائي او ثلاثي القطب، و أصبحت أمريكا و سياستها الفوقية بين كماشة روسيا و الصين ، حيث لكل فعل رد فعل ، يمكن أن لا تحمد عقباه و يمكن أن تُفقد السيطرة على تطاير شظاياه هنا أو هناك ، و يصبح العالم على الخط الأحمر الأخير بنشوب حرب نووية قد تصل لكل شبر من الكرة الأرضية.