اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة جيش الاحتلال الإسرائيلي بمواصلة نشر الأكاذيب والتلاعب بالمعلومات في إطار حملة منظمة تهدف إلى تشويه الحقائق والتغطية على الجرائم التي يرتكبها بحق المدنيين في قطاع غزة.
وأوضح المكتب في بيان صحفي أن الاحتلال نشر مؤخرًا قائمة تضم 26 اسمًا و21 صورة قال إنها تعود لأشخاص قُتلوا خلال عدوانه الأخير الذي استمر 24 ساعة، إلا أن الفحص الدقيق كشف أن القائمة تحتوي على أسماء وهمية وغير عربية وأخرى غير موجودة في السجلات الفلسطينية الرسمية، إضافة إلى تكرار بعض الأسماء بعد التلاعب بصيغتها لتبدو مختلفة.

وأشار البيان إلى أن القائمة ضمت كذلك أسماء لأشخاص ما زالوا على قيد الحياة ولم يكونوا في مناطق الاستهداف وقت القصف، كما أدرجت أسماء لضحايا استُشهدوا في أماكن وأزمنة لا علاقة لها بالهجمات الأخيرة، ما يؤكد أن ما جرى كان محاولة متعمدة لتضليل الرأي العام وتبرير الجرائم الإسرائيلية.
وفي المقابل، أوضح المكتب أن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الأخيرة مجازر دامية أودت بحياة 109 فلسطينيين خلال 12 ساعة فقط، بينهم 52 طفلًا و23 امرأة و4 من كبار السن و7 من ذوي الإعاقة، واصفًا ما يجري بأنه عمليات قتل جماعي ممنهجة تستهدف المدنيين الأبرياء دون تمييز.
وأضاف البيان أن جيش الاحتلال ينتهك بصورة واضحة مبادئ القانون الدولي الإنساني، ولا سيما مبدأي التمييز والتناسب، إذ يواصل استهداف الأحياء السكنية والمستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء تحت ذرائع "الدفاع عن النفس"، في حين أن القوة المفرطة المستخدمة ضد المدنيين تؤكد – بحسب البيان – أن الاحتلال يعتمد سياسة القوة العمياء والإبادة الجماعية.
وحمل المكتب الإعلامي الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استمرار الجرائم بحق المدنيين، كما دعا المجتمع الدولي ومجلس الأمن والجهات الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار إلى التدخل العاجل لوقف العدوان ومحاسبة المسؤولين عنه.
وشهدت غزة، مساء الثلاثاء، ليلة من الغارات العنيفة عقب ادعاء الاحتلال تعرض إحدى قواته لإطلاق نار في رفح جنوب القطاع، لتتواصل الهجمات على مناطق مختلفة حتى صباح الأربعاء، قبل أن يعلن جيش الاحتلال استئناف وقف إطلاق النار بأوامر من المستوى السياسي.
يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي تم التوصل إليه في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بوساطة أميركية، شهد 125 خرقًا إسرائيليًا حتى الآن، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية التي أكدت أن عدد الضحايا منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ بلغ 211 شهيدًا و597 جريحًا، إضافة إلى انتشال جثامين 482 شهيدًا من تحت الأنقاض تعود لفترة ما قبل الاتفاق.