كشفت مصادر طبية في قطاع غزة أن الأوضاع الصحية تشهد تدهورًا خطيرًا منذ إعلان وقف إطلاق النار، في ظل استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في منع إدخال الأجهزة والمستلزمات الطبية الحيوية إلى القطاع.
ووفقًا للمصادر، فإن ما لا يزيد عن 10% فقط من الاحتياجات الطبية وصل إلى غزة منذ نهاية العدوان، في حين لا يعمل أي جهاز رنين مغناطيسي في مستشفيات القطاع بسبب منع الاحتلال إدخالها أو صيانتها.
من جانبه، أوضح الدكتور محمد أبو سلمية، مدير عام مجمع الشفاء الطبي، أن مئات المرضى يفقدون حياتهم يوميًا نتيجة النقص الحاد في الأدوية والمعدات، مشيرًا إلى أن نحو 350 ألف مريض يعانون من أمراض مزمنة ويحتاجون إلى علاج مستمر، بينما ارتفعت أعداد مرضى الجهاز التنفسي والربو بسبب انتشار الغبار والركام الناتج عن الدمار.
وأضاف أبو سلمية أن 22 ألف مريض بحاجة ماسة للعلاج خارج غزة، بينهم 18 ألفًا استكملوا جميع إجراءات السفر، إلا أن إغلاق المعابر حال دون مغادرتهم، ما أدى إلى وفاة نحو ألف مريض منذ فرض الحصار المشدد.
من جهته، أكد بشار مراد، مدير البرامج الصحية في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بقطاع غزة، أن الواقع الصحي بلغ مرحلة حرجة، موضحًا أن المستشفيات تعمل بأدوات محدودة للغاية، بينما لا يسمح الاحتلال بإدخال أي أجهزة طبية جديدة أو معدات إنقاذ.
ودعا المسؤولان إلى تدخل عاجل من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لإعادة تشغيل المنظومة الصحية المنهارة وإنقاذ آلاف المرضى الذين يواجهون الموت في ظل هذا الحصار المستمر.
