علماء فلسطين تتهم قوى إقليمية ودولية بتأجيج الحرب في غزة والسودان

29 أكتوبر 2025 01:47 م

وكالات- مصدر الإخبارية

اتهمت هيئة علماء فلسطين ما وصفته بـ"شبكة الإجرام العالمية" بالوقوف وراء الجرائم والمجازر التي تشهدها كل من غزة ومدينة الفاشر في إقليم دارفور السوداني، معتبرة أن ما يجري في المنطقتين حلقة في سلسلة واحدة من مشاريع الهيمنة والتفتيت التي تستهدف الأمة الإسلامية.

وقالت الهيئة في بيانٍ صدر اليوم الأربعاء إن "القاتل واحد وإن اختلفت الأدوات"، مشيرة إلى أن مصالح الاحتلال الصهيوني ومخططات السيطرة الإقليمية والدولية تتقاطع في إذكاء الفوضى في السودان، حيث تُسفك الدماء وتُهجّر المدن بدعم مباشر من دول عربية تموّل الميليشيات وتغذّي آلة الحرب.

وحذّرت الهيئة من خطورة تعوّد الرأي العام على مشاهد القتل والدمار، مؤكدة أن تصوير ما يجري في السودان على أنه صراع داخلي عابر يُعد "تضليلًا خطيرًا"، وأن ما يحدث هو استمرار لخرائط التقسيم وتبادل النفوذ في المنطقة، تُدار من غرف عمليات ترتبط بمشاريع الاحتلال والتوسع.

وأعربت الهيئة عن أسفها الشديد لما وصفته بـ"الإبادة الجماعية" التي تتعرض لها مدينة الفاشر، محذّرة من كارثة إنسانية وشيكة في ظل صمت المجتمع الدولي وتخاذل عربي وإسلامي مؤلم، معتبرة أن هذا الموقف يلطّخ جبين الأمة بالعار.

كما دانت الهيئة بأشد العبارات المجازر المستمرة بحق المدنيين في الفاشر، ووصفتها بأنها "جريمة كبرى تُضاف إلى سجل الإبادة المفتوح في هذا العصر المظلم"، داعية الحكومات والشعوب والمؤسسات في العالم الإسلامي إلى تحمّل مسؤولياتها في نصرة المستضعفين، ومؤكدة أن الدم المسلم واحد لا يُفرّق فيه بين لون أو عرق أو حدود.

وحملت الهيئة الأنظمة العربية والإسلامية والمنظمات الدولية — وعلى رأسها الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي — مسؤولية التقاعس عن وقف الحرب، مطالبةً بفرض حماية عاجلة للمدنيين وفتح ممرات إنسانية فورية، ووقف آلة القتل التي تحصد الأرواح وتدمّر المدن بلا رادع.

ودعت الهيئة العلماء والدعاة إلى الاضطلاع بواجبهم الأخلاقي والرسالي، ورفع أصواتهم في المنابر والجامعات ووسائل الإعلام ضد الظلم الواقع على أهل السودان، مؤكدة أن دماء المسلمين في الفاشر أمانة في أعناق الجميع.

كما ناشدت المؤسسات الإعلامية الإسلامية والناشطين الأحرار كسر التعتيم المفروض على جرائم الفاشر، والعمل على توثيق الانتهاكات وملاحقة مرتكبيها بكل الوسائل المشروعة، إلى جانب تكثيف حملات التوعية والمناصرة.

وختمت الهيئة بيانها بالدعاء إلى الله تعالى أن يرفع البلاء عن السودان وأهله، وأن يحقن دماءهم، ويرد كيد الظالمين، ويمنّ على أهل الفاشر بالنصر والعزّ والصبر والثبات.

المقالات المرتبطة

تابعنا على فيسبوك