القدس المحتلة - مصدر الإخبارية
قرّر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، توسيع نطاق السيطرة الميدانية لجيش الاحتلال في قطاع غزة إلى ما بعد ما يُعرف بـ"الخط الأصفر"، الذي تتمركز خلفه القوات الإسرائيلية منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى حيّز التنفيذ بموجب خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
وجاء القرار عقب مداولات عقدها نتنياهو، الثلاثاء، في مكتبه بالقدس، تناولت ما وصفه بـ"العقوبات ضد حركة حماس"، وذلك بعد يوم من تسليم الحركة جثة أسير إسرائيلي قالت إسرائيل إنها "أشلاء من جثمان أسير تمت استعادته بعملية عسكرية قبل عامين".
ووفقًا لهيئة البث العام الإسرائيلية (كان 11)، يناقش نتنياهو مع مسؤولين أميركيين آلية تنفيذ القرار وتنسيقه ميدانيًا، وسط نقاش داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن تقليص المساعدات الإنسانية إلى القطاع، رغم محدوديتها منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار.
كما أعلنت رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن نتنياهو أصدر تعليماته للجيش بتنفيذ "هجمات قوية وفورية" على قطاع غزة، بدعوى الرد على ما وصفته تل أبيب بـ"خروقات من قبل حماس"، في ظل مزاعم إسرائيلية عن استهداف قواتها داخل القطاع.
وأشارت "كان 11" إلى أن المداولات تحولت إلى جلسة مصغّرة ضمت نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان إيال زامير، ورئيس جهاز الشاباك دافيد زيني، ومسؤول ملف الأسرى نيتسان ألون، فيما استُبعد عدد من كبار ضباط الجيش من المشاركة.
وفي وقت لاحق، شنّ الجيش الإسرائيلي غارات على مناطق عدة في قطاع غزة، قال إنها جاءت "ردًا على خروقات من جانب حماس"، بينما تحدثت تقارير محلية عن إصابات وأضرار مادية، في خرق جديد لوقف إطلاق النار المعلن بموجب الخطة الأميركية.
من جهته، قال وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن حركة حماس "ستدفع ثمنًا باهظًا" على ما وصفه بـ"الهجوم على جنود الجيش وخرق اتفاق إعادة جثث الأسرى"، مشيرًا إلى أن "الجيش سيرد بقوة كبيرة".
في المقابل، اتهمت حركة حماس إسرائيل باتباع "سياسة ممنهجة لعرقلة جهود البحث عن جثث الأسرى الإسرائيليين والشهداء الفلسطينيين" في قطاع غزة، مشيرةً إلى أن الاحتلال يمنع دخول فرق الصليب الأحمر والمعدات اللازمة إلى مناطق البحث.
وقالت الحركة، في بيان، إن "الاحتلال يضاعف معاناة العائلات الفلسطينية بمنع انتشال جثامين الشهداء الذين ما زالوا تحت الركام"، مؤكدة أن عدد المفقودين الفلسطينيين يبلغ نحو 9500 شخص، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وحذّرت حماس من أن إسرائيل "تسعى إلى خلق ذرائع لتبرير عدوان جديد على القطاع"، مطالبةً الوسطاء الدوليين بـ"الضغط على الاحتلال لاحترام اتفاق وقف إطلاق النار وتمكين الفرق المختصة من أداء مهامها الإنسانية".