أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الثلاثاء، انتشال جثتي الأسيرين الإسرائيليين "أميرام كوبر" و"ساهر باروخ" خلال عمليات البحث التي جرت في وقت سابق من اليوم، وفق منشور على منصة "تلغرام". ولم تعلق إسرائيل على الإعلان بعد.
وكانت القسام قد أعلنت سابقاً تأجيل تسليم جثة أحد الأسرى الإسرائيليين، بسبب خروقات إسرائيلية لاتفاق وقف النار، مؤكدة أن أي تصعيد إسرائيلي "سيعيق عمليات البحث والحفر وانتشال الجثامين"، ما يؤدي لتأخير استعادة الاحتلال لجثث قتلاه.
ومنذ بدء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار في 10 أكتوبر الجاري بوساطة مصرية وقطرية وتركية ورعاية أمريكية، أطلقت حماس الأسرى الإسرائيليين الأحياء البالغ عددهم 20، وسلمت جثث 17 أسيراً من أصل 28، أغلبهم إسرائيليون، بينما ادعت تل أبيب أن إحدى الجثث ليست لأحد أسرها.
ومساء الثلاثاء، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توجيه الجيش بشن "هجمات فورية وقوية" على قطاع غزة، بعد مشاورات أمنية شارك فيها وزير الدفاع ورئيس الأركان ورئيس الشاباك، وسط خروقات إسرائيلية مستمرة بلغت 125 خرقاً منذ توقيع الاتفاق، أسفرت عن استشهاد 94 فلسطينياً وإصابة 344 آخرين واعتقال 21، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وأشارت حماس إلى أن إسرائيل تمنع دخول فرق مشتركة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمقاومة الفلسطينية إلى مناطق عدة في غزة، كما تعيق إدخال المعدات الثقيلة اللازمة لتسريع عمليات البحث عن جثث الجنود، بينما تربط إسرائيل بدء المرحلة الثانية من الاتفاق بتسلم بقية الجثث، فيما أكدت الحركة أن استخراجها يستغرق وقتاً بسبب الدمار الهائل في القطاع.
وفي المقابل، يوجد نحو 9500 فلسطيني مفقود قتلتهم إسرائيل، وجثامينهم ما زالت تحت أنقاض غزة، كما يقبع أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، بينهم أطفال ونساء، يعانون التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، ما أدى إلى وفاة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ويذكر أن اتفاق وقف النار أنهى حرب إبادة جماعية إسرائيلية استمرت عامين منذ 8 أكتوبر 2023، أسفرت عن استشهاد 68,531 فلسطينياً وإصابة 170,402 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، فيما قدرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمار غزة بنحو 70 مليار دولار.