أدانت الجامعة العربية، الثلاثاء، "الجرائم المروعة" التي تُرتكب بحق المدنيين في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور السودانية، ودعت إلى وقف إطلاق النار فوراً وتقديم جميع المسؤولين عن الانتهاكات إلى المحاكمة، وفق بيان رسمي.
وجاءت هذه الدعوة بعد يوم من إعلان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان انسحاب الجيش من المدينة لتجنب المزيد من "التدمير والقتل الممنهج" على يد قوات "الدعم السريع"، التي تتهمها السلطات والمنظمات الدولية بارتكاب مجازر وانتهاكات ضد المدنيين، بينها إعدامات ميدانية واعتقالات وتهجير، أثناء اقتحامها للمدينة التي ظلت تحت الحصار لأكثر من عام.
وأكدت الجامعة أنها تتابع "بقلق شديد" تطورات الأوضاع في الفاشر، ودعت إلى حماية المدنيين والسماح لمن يرغب بمغادرة المدينة، وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إليها. وشددت على أن استمرار العنف يهدد استقرار السودان ووحدته الإقليمية والسلم والاستقرار الإقليميين، داعية إلى تنسيق الجهود الدولية لوضع حد لأعمال العنف.
وفي وقت سابق الثلاثاء، طالبت الأمم المتحدة قوات "الدعم السريع" بالسماح بمرور آمن للمدنيين، بينما اتهمت القوة المشتركة للحركات المسلحة الداعمة للجيش السوداني "الدعم السريع" بقتل نحو ألفي مدني خلال يومي 26 و27 أكتوبر. وتنفي قوات الدعم السريع هذه الاتهامات، مؤكدة أنها "تنظف المدينة وتقضي على آخر جيوب العدو".
وتستمر الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل 2023، وسط فشل الوساطات الإقليمية والدولية، وأسفرت عن نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 15 مليون نازح ولاجئ، فيما أشارت دراسة أمريكية إلى أن عدد القتلى قد يصل إلى 130 ألفاً.