بحث رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، الثلاثاء، مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، عددًا من الملفات المشتركة، أبرزها تمكين السلطة الفلسطينية ودعم ميزانيتها، إلى جانب جهود تنفيذ حل الدولتين وتطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.
وجاء اللقاء في مقر إقامة رئيس الوزراء الفلسطيني بالعاصمة الرياض، على هامش مشاركته في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية.
وقالت الوزارة إن الجانبين استعرضا تطورات الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية، وأكدا "أهمية الاستمرار في بذل جميع الجهود لمنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، بما يضمن إقامة دولته المستقلة ويحقق الأمن والاستقرار في المنطقة".
كما تناول اللقاء مخرجات قمة حل الدولتين وإعلان نيويورك للحل السلمي، الذي تبنّته الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، ودعا إلى منح فلسطين عضوية كاملة بالأمم المتحدة واستئناف المسار السياسي وفق مرجعيات دولية واضحة.
وناقش الطرفان أيضًا مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإعلان شرم الشيخ، الذي أرسى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، ودخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وتطرّق الاجتماع إلى نتائج اللقاء التنسيقي للتحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين، الذي عُقد الأحد في الرياض بمشاركة السعودية والاتحاد الأوروبي وعدة منظمات دولية، حيث تم التأكيد على "ضرورة تنسيق الجهود الدبلوماسية والإنسانية والمؤسسية لدعم الحل السياسي العادل".
وأشار البيان السعودي إلى أن اللقاء شدّد على أهمية تمكين السلطة الفلسطينية ودعم ميزانيتها عبر التحالف الدولي الطارئ للتمويل المباشر، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع مناطق قطاع غزة وفق المبادئ الدولية.
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن الجانبين أكدا أهمية مضاعفة الجهود الدولية لضمان وقف مستدام للحرب في غزة، ومنع تجددها، إضافة إلى إدخال المساعدات الإغاثية العاجلة لتلبية احتياجات السكان.
وثمّن رئيس الوزراء الفلسطيني موقف السعودية الداعم للشعب الفلسطيني على الصعد كافة، مشيرًا إلى أن التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين يشكل إطارًا دوليًا مهمًا لدفع الجهود نحو إنهاء الاحتلال وتجسيد دولة فلسطين المستقلة.
ويشارك مصطفى في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في نسخته التاسعة المنعقدة في الرياض حتى 30 أكتوبر الجاري، تحت شعار "مفتاح الازدهار"، بمشاركة قادة ومسؤولين وخبراء من مختلف دول العالم.
ويأتي اللقاء في ظل ظروف إنسانية واقتصادية صعبة يعيشها الفلسطينيون بعد حرب إسرائيلية استمرت عامين على قطاع غزة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفرت عن أكثر من 68 ألف شهيد و170 ألف جريح، ودمار واسع في البنى التحتية، وفق بيانات فلسطينية رسمية.