اتهمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الثلاثاء، إسرائيل باتباع سياسة ممنهجة تهدف إلى عرقلة جهود البحث عن جثامين الأسرى الإسرائيليين والشهداء الفلسطينيين داخل قطاع غزة، داعية الوسطاء الدوليين للتدخل العاجل.
وقالت الحركة في بيان عبر قنواتها الرسمية إن "الاحتلال الإسرائيلي يواصل اتباع سياسة ممنهجة تقوم على منع وإعاقة الجهود الهادفة إلى البحث عن جثامين جنوده داخل قطاع غزة".
وأضافت أن إسرائيل رفضت دخول فرق مشتركة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمقاومة الفلسطينية إلى مناطق محددة في القطاع، كما منعت إدخال المعدات والآليات الثقيلة اللازمة لتسريع عمليات البحث والانتشال.
وأوضحت حماس أن فرق البحث العاملة في غزة تستخدم معدات محدودة ومتضررة نتيجة تدمير معظمها خلال حرب الإبادة التي استمرت عامين، مشيرة إلى أن تل أبيب تمنع أيضًا انتشال جثامين الشهداء الفلسطينيين الذين لا يزالون تحت الأنقاض، ما "يضاعف معاناة العائلات الفلسطينية".
وأكدت الحركة أن مزاعم الاحتلال حول تباطؤ المقاومة في التعامل مع ملف الجثامين "ادعاءات باطلة تهدف إلى تضليل الرأي العام"، محذرة من أن إسرائيل تسعى لفبركة ذرائع تمهيدًا لـ"عدوان جديد على قطاع غزة"، في "انتهاك واضح لاتفاق وقف إطلاق النار".
وطالبت حماس الوسطاء والجهات الضامنة للاتفاق بـ"تحمل مسؤولياتهم وإجبار الاحتلال على وقف ممارساته التضليلية، والسماح للجهات المختصة بإنجاز مهامها الإنسانية بعيدًا عن الحسابات السياسية".
وكانت حماس قد أطلقت سراح 20 أسيرًا إسرائيليًا على قيد الحياة، وسلمت جثامين 17 من أصل 28 أسيرًا، فيما تزعم تل أبيب أن إحدى الجثث التي تسلمتها "لا تعود لأي من أسراها".
وترهن إسرائيل بدء المرحلة الثانية من المفاوضات مع حماس بتسلم بقية الجثامين، بينما تؤكد الحركة أن الدمار الكبير في غزة يجعل عمليات البحث معقدة وبطيئة.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن نحو 9500 فلسطيني ما زالوا مفقودين تحت أنقاض الدمار الذي خلّفته الحرب الإسرائيلية.
وفي السياق ذاته، قالت هيئة البث العبرية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيعقد مساء الثلاثاء جلسة نقاش لتقييم سلوك حماس في ملف إعادة الجثامين.
وأشارت الهيئة إلى أن الجثمان الذي أعادته الحركة مؤخرًا هو "بقايا رفات لمختطف سبق تسليم جثته ودفنها في إسرائيل"، وهو ما اعتبره مكتب نتنياهو "انتهاكًا للاتفاق".
يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، منهياً حربًا إسرائيلية استمرت عامين على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، وذلك وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي نصت على تبادل الأسرى ووقف شامل للعمليات العسكرية.