أكدت منسقة مشروع منظمة "أطباء بلا حدود" في غزة، كارولين ويلمِن، أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة لم تشهد تحسنًا كبيرًا رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، مشيرةً إلى أن نقص المياه والمأوى لا يزال من أبرز التحديات التي تواجه السكان في مختلف مناطق القطاع.
وأوضحت ويلمِن أن فرق المنظمة تواصل تسجيل حالات سوء تغذية حاد بين الأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل، في وقتٍ ما زال فيه تقديم الخدمات الصحية اليومية بالغ الصعوبة نتيجة الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمرافق الصحية وشحّ الإمدادات الطبية.
وأضافت أن الهجمات الإسرائيلية على القطاع انخفضت بشكل ملحوظ منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، لكنها لفتت إلى أن جيش الاحتلال شنّ هجومًا واسعًا في 19 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، ما فاقم من معاناة المدنيين وأعاق جهود الإغاثة الإنسانية.
وشهد قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023 كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث دُمّرت مئات المرافق الصحية جزئيًا أو كليًا، فيما خرجت معظم المستشفيات عن الخدمة بسبب القصف ونقص الوقود والمعدات الطبية.
ووفق تقارير أممية، يعيش نحو مليوني فلسطيني في ظروف إنسانية قاسية، إذ يعاني السكان من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب، وتلوث واسع في شبكات الصرف الصحي، وانعدام المأوى لآلاف العائلات التي دُمّرت منازلها خلال الحرب.
أما الوضع الصحي، فلا يزال هشًا للغاية، حيث تسجل المؤسسات الدولية والطبية ارتفاعًا مقلقًا في معدلات سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل، وانتشارًا لأمراض مرتبطة بسوء الصرف الصحي ونقص التطعيمات.
وتعمل منظمة "أطباء بلا حدود" منذ سنوات في القطاع على تقديم الرعاية الصحية العاجلة والدعم النفسي للجرحى والنازحين، لكنها تواجه اليوم صعوبات كبيرة في الوصول إلى المرضى بسبب الدمار والقيود المفروضة على دخول المساعدات والمستلزمات الطبية.