حذّر جهاز الدفاع المدني بقطاع غزة، الأربعاء، من موجة برد قارص تهدد حياة الأطفال والنازحين في القطاع، في ظل استمرار التداعيات الإنسانية الناتجة عن حرب الإبادة الإسرائيلية التي استمرت لعامين.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، إن درجات الحرارة تنخفض بشكل حاد خلال ساعات الليل، محذراً من أن "البرد القارص يهدد حياة الأطفال الصغار في ظل غياب المأوى ووسائل التدفئة". وأضاف: "ما نعيشه الآن في غزة كارثة إنسانية حقيقية، أنقذوا أطفال غزة قبل أن يحصدهم البرد".
ويعاني مئات الآلاف من الفلسطينيين في القطاع من ظروف معيشية قاسية بعد تدمير منازلهم ونزوحهم القسري، وسط نقص حاد في الأغطية ووسائل التدفئة، وتدهور واسع في الأوضاع الإنسانية مع دخول فصل الشتاء.
وخلال ديسمبر الجاري، تسببت المنخفضات الجوية بمصرع 17 فلسطينياً، بينهم 4 أطفال، وبانهيار 17 منزلاً، وغرق نحو 90% من مراكز إيواء النازحين الذين دمرت إسرائيل منازلهم، وفق الدفاع المدني. كما تعرضت أكثر من 90 بناية لانهيارات جزئية خطيرة، ما يشكل تهديداً مباشراً لحياة آلاف المواطنين.
وتأتي هذه المعاناة في ظل تنصل إسرائيل من الوفاء بالتزاماتها وفق بروتوكول وقف إطلاق النار الذي بدأ تنفيذه في 10 أكتوبر الماضي، بما في ذلك إدخال مواد الإيواء و300 ألف خيمة وبيوت متنقلة، وفق ما أكده المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وشنت إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 حرب إبادة على غزة بدعم أمريكي استمرت عامين، أسفرت عن أكثر من 70 ألف شهيد ونحو 171 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وتدمير 90% من البنى التحتية المدنية، ما فاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.