كشف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، الخميس، أن سبب فشل المفاوضات النووية بين طهران والدول الغربية يعود إلى ما وصفه بـ"شروط غير مقبولة" تتعلق بقدرات إيران الصاروخية.
وقال لاريجاني في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية: "بُذلت كل الجهود في قضية آلية الزناد لتحقيق نتيجة، لكن الغربيين اشترطوا على إيران خفض مدى صواريخها إلى أقل من 500 كيلومتر، وهو ما يعني نزع أهم سلاح دفاعي للشعب الإيراني، في حين أن هذه القضية تمسّ الأمن القومي مباشرة."
وأشار مراقبون إلى أن هذا الموقف يعكس انتقال إيران من مرحلة الدفاع إلى مرحلة التحدي في التعامل مع الغرب، وربما إلى سياسة المراهنة على الوقت لإعادة تشكيل واقع إقليمي جديد يخدم مصالحها الاستراتيجية.
من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأربعاء، أن بلاده لن تستأنف المفاوضات مع الولايات المتحدة طالما استمرت واشنطن في تقديم ما وصفه بـ"مطالب غير معقولة"، بحسب ما نقلت وكالة تسنيم الإيرانية.
وأضاف عراقجي: "تم تعليق المحادثات التي كانت جارية مع الولايات المتحدة، وكذلك مفاوضات نيويورك، بسبب المطالب الأميركية المبالغ فيها."
وأوضح أن الاتصالات بين الجانبين مستمرة بشكل غير مباشر عبر وسطاء، مشدداً على أن طهران "تلتزم دائماً بالدبلوماسية والحلول السلمية".
وشهدت العلاقات الإيرانية الأميركية توتراً متصاعداً عقب خمس جولات من المفاوضات النووية غير المباشرة، انتهت بتصعيد عسكري تمثل في هجمات جوية استمرت 12 يوماً في يونيو الماضي، استهدفت خلالها إسرائيل والولايات المتحدة مواقع نووية داخل الأراضي الإيرانية.
وكان مصدر إيراني مطلع قد صرّح لوكالة رويترز الشهر الماضي بأن "طهران أرسلت عدة رسائل إلى واشنطن عبر وسطاء لاستئناف المحادثات، لكن الجانب الأميركي لم يرد عليها حتى الآن".