وجّه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الخميس، نداء باللغة الإنجليزية إلى الولايات المتحدة قال فيه: "لا لحرب مجنونة، أرجوكم"، مع تصاعد التوتر بين واشنطن وكاراكاس عقب خطوات أميركية وصفتها فنزويلا بأنها تهديد مباشر لسيادتها.
وجاءت تصريحات مادورو خلال اجتماع مع قيادات نقابية موالية له، عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه فوّض وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) بتنفيذ عمليات سرية في فنزويلا، تزامنًا مع تصعيد عسكري أميركي في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ بزعم مكافحة تهريب المخدرات.
وقال مادورو مخاطبًا الولايات المتحدة:
"نعم للسلام، نعم للسلام إلى الأبد... لا لحرب مجنونة، أرجوكم".
وأكد الرئيس الفنزويلي أن بلاده تسعى للحفاظ على الاستقرار والسلام الداخلي، محذرًا من أن أي تدخل عسكري أميركي سيواجه بردّ حازم من قوات بلاده المسلحة.
وفي المقابل، نشرت الولايات المتحدة طائرات وسفنًا حربية قبالة السواحل الفنزويلية، في ما تصفه بأنها "جهود لمكافحة المخدرات"، رغم عدم تقديم أدلة على ارتباط الأهداف التي جرى استهدافها بتجارة المخدرات.
وأفادت بيانات تتبع الرحلات الجوية بأن قاذفة أميركية واحدة على الأقل من طراز B-1B Lancer حلقت فوق منطقة الكاريبي وسواحل فنزويلا، الخميس، في ثاني استعراض عسكري أميركي خلال أسبوع واحد.
كما أعلنت حكومة ترينيداد وتوباغو أن سفينة حربية أميركية ستزور البلاد لإجراء تدريبات عسكرية مشتركة بالقرب من السواحل الفنزويلية، في خطوة اعتبرتها كاراكاس "استفزازًا مباشرًا".
ووفقًا لإحصاء أجرته وكالة فرانس برس استنادًا إلى بيانات أميركية، أسفرت الضربات الجوية الأميركية التي بدأت في 2 سبتمبر عن مقتل 37 شخصًا على الأقل، معظمهم من المدنيين، بحسب شهادات أقارب الضحايا.
ويأتي هذا التصعيد العسكري بينما تتهم واشنطن حكومة مادورو بدعم شبكات تهريب المخدرات والتعاون مع جماعات مسلحة، في حين تردّ كاراكاس بأن هذه الاتهامات "ذرائع لشرعنة تدخل خارجي".