شهدت العاصمة الفرنسية باريس، الأحد، واحدة من أجرأ عمليات السرقة في تاريخها الحديث، بعدما تمكن أربعة لصوص ملثمين من سرقة حُلي "لا تُقدّر بثمن" من متحف اللوفر، أشهر وأكبر متحف في العالم، في عملية نفذت بدقة عالية واستغرقت سبع دقائق فقط.
ووفقاً للشرطة الفرنسية، فإن اللصوص استخدموا شاحنة مزودة برافعة توقفت على ضفة نهر السين، ليصعدوا عبرها إلى نافذة الطابق الأول للمتحف، حيث حطموا الزجاج بأداة قصّ محمولة ودخلوا إلى قاعة أبولون التي تضم مجوهرات التاج الفرنسي. هناك، هشموا واجهتين زجاجيتين محصنتين وسرقوا ثماني قطع حُلي تعود إلى القرن التاسع عشر.
وقالت وزارة الثقافة الفرنسية إن المسروقات «لا تُقدّر بثمن على الصعيد التراثي»، مشيرةً إلى أن قطعة تاسعة هي تاج الإمبراطورة أوجيني، زوجة نابوليون الثالث، سقطت أثناء فرار اللصوص.
أما المدعية العامة للجمهورية في باريس، لور بيكو، فأوضحت أن اللصوص كانوا ملثمين وفرّوا على دراجات نارية، مضيفةً أن فرضيتين تُدرسان حالياً: إما أن العملية نُفذت لصالح جهة معينة، أو أن الهدف غسل أموال عبر بيع الأحجار الكريمة بعد تفكيكها.
ومن بين القطع المسروقة عقد من الياقوت للملكة ماري إميلي يضم ثماني حجارة ياقوت و631 ماسة، إضافة إلى عقد من الزمرد يعود إلى ماري لويز، زوجة نابوليون الأول، يحتوي على 32 زمردة و1138 ماسة، بينما يحمل تاج أوجيني نحو ألفي ماسة.
وقال وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز إن «اللصوص محترفون وربما أجانب»، مؤكداً أن التحقيق تشارك فيه 60 عنصراً من فرقة مكافحة الجريمة والمكتب المركزي لمكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية. وأضاف: «ندرك جيداً وجود ضعف كبير في أنظمة الأمن بالمتحف، رغم الخطة التي أطلقتها وزارة الثقافة مؤخراً».
السرقة، التي تُعد الأولى من نوعها في اللوفر منذ عام 1998، أثارت صدمة وغضباً في فرنسا، وأشعلت جدلاً سياسياً حول ضعف الإجراءات الأمنية في المتاحف، التي باتت هدفاً مغرياً لعصابات الجريمة المنظمة.
وقال رئيس حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، جوردان بارديلا:
«هذه إهانة لا تُحتمل. إلى متى سيستمر انهيار الدولة؟».
في حين علّق لوران فوكييه، زعيم الجمهوريين في البرلمان، قائلاً:
«فرنسا نُهبت. علينا حماية أثمن ما لدينا: تاريخنا».
من جانبه، تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن «السلطات ستعثر على المسروقات وسيُحال الجناة إلى القضاء»، مشدداً على أن عملية ترميم وتوسيع اللوفر، التي أُعلن عنها مطلع العام، ستستمر بوتيرة أسرع.