نتنياهو يتعهد بمواصلة الحرب رغم الهدنة وواشنطن تحذر من تهديد اتفاق وقف إطلاق النار

21 أكتوبر 2025 12:00 ص

الأراضي المحتلة - مصدر الإخبارية 

نقل الموفدان الأميركيان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر رسالة حازمة خلال اجتماعهما، الإثنين، مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مفادها أن الولايات المتحدة تؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها ترفض أي خطوات قد تُعرّض اتفاق وقف إطلاق النار في غزة للخطر.

ووفق ما ذكرته القناة 12 الإسرائيلية، شدد نتنياهو ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر خلال الاجتماع على أن إسرائيل ملتزمة بوقف إطلاق النار وتتوقع من حركة حماس الالتزام بالاتفاق كذلك، فيما نقل المبعوثان موقف البيت الأبيض القائل إن أي تصعيد ميداني جديد قد يهدد المرحلة الثانية من خطة ترامب.

وفي كلمته أمام الكنيست، قال نتنياهو إن جيش الاحتلال ألقى 153 طنًا من القنابل على قطاع غزة خلال يوم واحد ردًا على ما وصفه بـ"الخرق المزعوم" للهدنة، متعهدًا بمواصلة العمليات العسكرية حتى تحقيق "كامل أهداف الحرب"، بما في ذلك القضاء على حماس عسكريًا وسلطويًا ونزع سلاحها.

أما في واشنطن، فقد صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن بلاده منحت حماس "فرصة صغيرة لاحترام اتفاق وقف إطلاق النار"، لكنه توعد بالقضاء على الحركة في حال فشلها في الالتزام به. وقال ترامب للصحافيين: "توصلنا إلى اتفاق مع حماس يضمن حسن سلوكهم، وإن لم يفعلوا، سنقضي عليهم. وإذا اضطررنا لذلك، فسيتم القضاء عليهم".

وأكد ترامب أن القوات الأميركية لن تشارك في القتال ضد حماس، موضحًا أن عشرات الدول التي وافقت على الانضمام إلى قوة دولية لحفظ الاستقرار في غزة ستكون "سعيدة بالتدخل"، وأضاف: "إسرائيل ستكون جاهزة للدخول خلال دقيقتين إذا طلبتُ منها ذلك، لكننا لم نفعل حتى الآن، وسنمنحهم فرصة صغيرة ونأمل أن يقلّ العنف". واعتبر ترامب أن حماس باتت أضعف بكثير في ظل استبعاد تدخل إيران بعد الضربات الأميركية والإسرائيلية الأخيرة.

ووصل الموفدان الأميركيان ويتكوف وكوشنر إلى إسرائيل صباح الإثنين لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين بشأن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرم الأسبوع الماضي وفق خطة ترامب، عقب تصعيد ميداني هدد بانهياره. كما التقيا بقيادات في الجيش الإسرائيلي، من بينهم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ورئيس شعبة التخطيط، لمراجعة الاستعدادات العسكرية لتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

ونقلت القناة 12 عن مصادر سياسية أن الاجتماعات عُقدت بموافقة الحكومة الإسرائيلية، معتبرة أن إدارة ترامب هي التي تدير فعليًا وتحدد وتيرة تنفيذ الاتفاق وخطواته الميدانية، بما في ذلك الإجراءات داخل قطاع غزة.

في السياق ذاته، بحث نتنياهو مع المبعوثين الأميركيين التطورات الأمنية والسياسية في المنطقة، على أن يلتقي الثلاثاء نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس، الذي يبدأ زيارة تستمر 48 ساعة تشمل لقاءات مع نتنياهو والرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، وزيارة لمراكز توزيع المساعدات وفق الآلية الأميركية الإسرائيلية.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11" أن إسرائيل نجحت في إقناع فانس بعدم زيارة موقع داخل قطاع غزة، والاكتفاء بمتابعته من موقع قريب، رغم رغبته في أن يكون أول مسؤول أميركي يدخل القطاع منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.

وخلال جلسة الكنيست، قال نتنياهو إن اللقاء مع فانس سيتناول التحديات الأمنية والفرص الدبلوماسية الماثلة أمام إسرائيل، مشيرًا إلى أن حكومته "ستتغلب على التحديات وتغتنم الفرص"، في إشارة إلى مساعٍ لعقد اتفاقيات تطبيع جديدة مع دول عربية وإسلامية برعاية إدارة ترامب.

وبالتوازي، أعلنت إسرائيل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم لإدخال المساعدات إلى غزة بشكل كامل وفقًا للاتفاق الموقع، بعد أن علّقته الأحد عقب اتهام حماس بخرق الهدنة، فيما سيبقى معبر رفح مغلقًا حتى إشعار آخر.

في المقابل، أكدت كتائب القسام التزامها باتفاق وقف إطلاق النار ونفت علمها بوقوع اشتباكات في رفح، معتبرة أن الاتهامات الإسرائيلية تهدف إلى "تبرير العدوان واستئناف القصف". وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن الغارات الإسرائيلية التي نُفذت الأحد أسفرت عن استشهاد 45 فلسطينيًا وتدمير عشرات المنازل في البريج والنصيرات ورفح، ما أعاد مشاهد الحرب إلى القطاع.

وتأتي هذه التطورات في وقت تسعى فيه واشنطن لضمان استقرار اتفاق الهدنة الذي يُعدّ محورًا رئيسيًا في "خطة ترامب" لإنهاء الحرب، والتي تتضمن عشرين بندًا تشمل تبادل الأسرى، وانسحابًا إسرائيليًا تدريجيًا، ودخول المساعدات بإشراف دولي، وتشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة الشؤون اليومية في غزة تحت إشراف "مجلس سلام" برئاسة ترامب، إلى جانب انتشار قوة دولية لضمان الاستقرار، دون أي دور لحركة حماس في إدارة القطاع.

وبموجب المرحلة الأولى من الاتفاق، سلّمت حماس 20 أسيرًا إسرائيليًا أحياء مقابل الإفراج عن نحو ألفي معتقل فلسطيني، إضافة إلى تسليم 12 جثة لأسرى قُتلوا خلال الاحتجاز، فيما تواصل جهودها للعثور على جثث أخرى تحت الأنقاض. بالمقابل، سلّمت إسرائيل 15 جثمانًا لفلسطينيين عبر الصليب الأحمر، ليصل العدد الإجمالي إلى 150 جثمانًا تسلمتها وزارة الصحة في غزة ضمن آلية التبادل.

 

وقال مسؤول سياسي إسرائيلي إن الإدارة الأميركية تركّز جهودها بالكامل على تنفيذ الاتفاق والانتقال إلى مرحلته الثانية، مؤكدًا أن واشنطن مصمّمة على الحفاظ على الهدوء وضمان استمرار وقف إطلاق النار رغم تصاعد التوتر الميداني بعد يوم دامٍ أسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين واستشهاد أكثر من 45 فلسطينيًا.

المقالات المرتبطة

تابعنا على فيسبوك