تسعى إسرائيل إلى إقناع الولايات المتحدة بعدم الشروع في عملية إعادة إعمار قطاع غزة قبل تنفيذ خطوات ميدانية تُظهر ما تصفه بـ"استعداد حركة حماس لنزع سلاحها"، وفق ما نقلت هيئة البث العام الإسرائيلية عن مصادر مطلعة مساء الإثنين.
وبحسب التقرير، قدّمت إسرائيل لواشنطن مقترحًا يقضي بربط أي خطة لإعادة الإعمار بخطوات عملية داخل القطاع، تشمل مراقبة تفكيك البنية العسكرية التابعة لحماس، مع التركيز على تحييد شبكة الأنفاق بوصفها أولوية قصوى في المرحلة الحالية. وتسعى تل أبيب، بحسب "كان 11"، إلى تدمير جميع الأنفاق في غزة تحت إشرافها المباشر، بما في ذلك تلك الواقعة في المناطق الخارجة عن سيطرتها الحالية. وفي المقابل، أبدت الإدارة الأميركية رغبتها في البدء بمشروع تجريبي محدود في مدينة رفح، وهو ما وافقت عليه إسرائيل مبدئيًا.
وفي موازاة هذه الاتصالات، عُقدت في القاهرة جلسة جديدة من المفاوضات، الإثنين، بمشاركة وفود من إسرائيل ومصر وقطر وتركيا، ناقشت ملفات إعادة الإعمار وترتيبات "اليوم التالي" في غزة، إضافة إلى بحث آلية إدخال قوة أجنبية إلى القطاع في مرحلة لاحقة. وأفادت مصادر مطلعة على سير الاجتماعات بأن أسماء عدة دول طُرحت للمشاركة في هذه القوة، من بينها مصر وتركيا وأذربيجان وإندونيسيا، فيما لم تُعلن دول أخرى بعد موقفها النهائي.
وفي السياق ذاته، نقلت القناة 12 الإسرائيلية أن الموفدين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر أبلغا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خلال لقائهما، الإثنين، رسالة حازمة مفادها أن الولايات المتحدة تؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها ترفض أي خطوات ميدانية قد تُعرّض اتفاق وقف إطلاق النار في غزة للخطر.
من جانبها، أكدت حركة حماس أن إسرائيل "تمارس سياسة ثابتة تقوم على خرق اتفاق وقف إطلاق النار"، مشددة على التزامها الكامل ببنود الاتفاق، ولا سيما المرحلة الأولى التي سلّمت خلالها جميع الأسرى الأحياء دفعة واحدة. وقال المتحدث باسم الحركة، حازم قاسم، في تصريحات صحافية، إن حماس تعمل يوميًا على استكمال تسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين، موضحًا أن الدمار الواسع الذي خلّفته الحرب يشكل عائقًا كبيرًا أمام عمليات البحث والانتشال.
وأضاف قاسم أن "الاحتلال تعمّد في بداية الحرب قصف الأسرى الإسرائيليين وآسريهم والمربعات السكنية المحيطة"، مشيرًا إلى أن الحركة تواجه صعوبات في تسليم الجثث بسبب نقص المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام، وهو ما أوضحته للوسطاء. وأشار إلى أن هناك تواصلًا مستمرًا بين الحركة والوسطاء، بمن فيهم الجانب الأميركي، بشأن ما وصفه بـ"التجاوزات المتكررة" التي يرتكبها الاحتلال، داعيًا جميع الأطراف الراغبة في الحفاظ على الهدوء إلى الضغط على إسرائيل لضمان التزامها بتعهداتها.
واتهم المتحدث باسم حماس إسرائيل "باستغلال ملف المساعدات الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية"، مؤكدًا أن الاحتلال "ما زال يمارس سياسة التجويع ضد سكان قطاع غزة" في محاولة لفرض شروطه عبر الضغط الإنساني والمعيشي.