مقرّ أميركي إسرائيلي مشترك في كريات غات لتطبيق اتفاق غزة: تنسيق غير مسبوق أم تبعية متزايدة؟

20 أكتوبر 2025 11:38 م

 

 

 

الأراضي المحتلة - مصدر الإخبارية 

بدأت تل أبيب وواشنطن تفعيل مقرّ مشترك في مدينة كريات غات لتنسيق تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة ومتابعة الترتيبات الخاصة بمرحلة ما بعد الحرب، في خطوة تعكس مستوى غير مسبوق من التنسيق بين الجانبين، لكنها تثير في الوقت نفسه تساؤلات حول مدى استقلال القرار الإسرائيلي في إدارة ملف غزة.

ووفق تقرير هيئة البث العام الإسرائيلية "كان 11"، يضمّ المقر مئات الضباط والجنود الإسرائيليين والأميركيين الذين يعملون على بلورة آليات ميدانية للتعامل مع أي خرق محتمل للهدنة أو تحركات غير اعتيادية داخل القطاع. ويتولى إدارة المقر قائدان رفيعان هما اللواء يكي دولف عن الجانب الإسرائيلي، والجنرال باتريك فرانك عن الجانب الأميركي، مع توقعات بانضمام ممثلين من دول أخرى خلال المرحلة المقبلة، من بينها مصر والإمارات وربما قطر وتركيا.

ومن المقرر أن يبدأ نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، زيارته إلى إسرائيل الثلاثاء بزيارة إلى هذا المقر، في خطوة تُبرز مدى التزام واشنطن بخطة ترامب واتفاق السلام في الشرق الأوسط، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.

وفي سياق متصل، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عيّن رجل الأعمال الأميركي الإسرائيلي مايكل آيزنبرغ ممثلًا شخصيًا له في المقر المشترك، إلى جانب الجنرال دولف ممثل المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية. ويُعرف آيزنبرغ بكونه أحد أبرز المبادرين إلى فكرة إشراك شركات أمنية خاصة في إدارة قطاع غزة بعد الحرب، وهي المبادرة التي تطورت لاحقًا إلى ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF)، التي شاركت في إدارة المساعدات داخل القطاع وفق آلية أميركية إسرائيلية مشتركة.

ورغم عدم وضوح توزيع المسؤوليات بين آيزنبرغ ودولف حتى الآن، فإن هذه الخطوة تعكس رغبة نتنياهو في الاحتفاظ بسيطرة مباشرة على ملفات التنسيق مع واشنطن بشأن غزة، وعدم تركها بالكامل للمؤسسة الأمنية.

بالتوازي، التقى نتنياهو بالمبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر لبحث تنفيذ بنود الاتفاق في غزة، فيما يُتوقع أن يزور فانس أحد مراكز توزيع المساعدات التابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" خلال زيارته، في إشارة إلى استمرار التعاون الأميركي الإسرائيلي في إدارة الشؤون الإنسانية والسياسية في القطاع بعد الحرب.

ويرى مراقبون أن تفعيل هذا المقر يعكس تحولًا نوعيًا في مستوى الدمج العملياتي والسياسي بين تل أبيب وواشنطن، إذ لم يسبق أن شهدت العلاقة بينهما هذا القدر من التنسيق المباشر في ملف فلسطيني داخلي، الأمر الذي يثير جدلًا واسعًا في الأوساط الإسرائيلية بين من يراه ضمانة للأمن ومن يراه تكريسًا لتبعية متزايدة للولايات المتحدة.

 
 

المقالات المرتبطة

تابعنا على فيسبوك