روسيا أوكرانيا.. إلى أين ؟

أقلام _ مصدر الإخبارية
بقلم/ مأمون هارون رشيد
بإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك و لوغانسك ، يكون قد أخذ الصراع بين روسيا وأوكرانيا والغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية ، يكون قد أخذ أبعادا أخرى ، ستنعكس تبعاتها على خارطة العالم بشكل كامل، وستكون أوكرانيا وبعض دول أوروبا أكثر تأثرا وتضررا مما سيفضي له نتائج هذه الأزمة ، التي دفعت الولايات المتحدة إحداثها خدمة لمصالحها اولا وأخيرا ، فكان أن ورطت أوكرانيا ودول أوروبا في أزمة كان هدفها بالأساس جر روسيا إلى صراع في أوروبا يلهيه عن صراع الولايات المتحدة المحتدم مع الصين ، لكن الحسابات الأمريكية لن تكون في محلها بفعل الرد الروسي على تلك المخططات والمؤامرات الأمريكية .
مع بدأ تململ الدب الروسي ونهوضه بعد طول ثبات سيشهد العالم الكثير من التغيرات في النظام العالمي القائم ، وما موضوع اعتراف روسيا بجمهوريات دونيتسك و لوغانسك إلا البداية لتغير في الخارطة الجيوسياسية التي عرفت بعد الحرب العالمية الثانية ، وكذلك ما أفضى إليه انهيار الاتحاد السوفيتي السابق من استقلال جمهوريات عن الاتحاد السوفيتي في لحظة ضعف كان يواجهها السوفيت في تلك الفترة يعتقد الآن أنه جاءت اللحظة لاستعادة هيبته ونفوذه في العالم بعد أن استعاد قوته سواء العسكرية والسياسية والاقتصادية حيث ينظر الآن أن اللحظة حانت لتصحيح الخطأ التاريخي الذي حدث بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ، وهذا ما أشار له الرئيس بوتين في خطابه الذي أعترف بة باستقلال تلك الجمهوريات عن اوكرانيا .
إذن نحن أمام مشهد مختلف ، فسياسة القطب الواحد لم تعد قائمة ، وهذا أول تغير سنلمسه ، فلم تعد الولايات المتحدة تقرر سياسة العالم ، فالصين التي تتسلل بهدوء للسيطرة على اقتصاديات العالم ، لم يعد من الممكن تجهلها ، وروسيا التي تنهض رويداً رويداً من ثلج سيبيريا ستشكل مع الصين قطب لن تستطيع الولايات المتحدة وحلفائها تجاوزها والقفز عنه ، ثم هل إلى متى من الممكن أن يصمد حلفاء أمريكا في أوروبا ضد مصالحهم خدمة للمصلحة الأمريكية ، وهل ستتحمل الشعوب الأوروبية أزمات اقتصادية ونقص في الطاقة هذا إذا لم تنشب بعض الصراعات العسكرية ، في اعتقادي أن الحسابات الأمريكية لم تكن في موضعها ، وأن الرئيس بوتين قد كشف أهداف السياسة الأمريكية التي عملت لدفع لإشعال حرب بين روسيا واوكرانيا لن تستفيد منها إلا هى ، علما أن الخاسر الأكبر هي أوكرانيا ، أن إعلان الرئيس بوتين خلط الأوراق وقلب الموازين ، وفي رأي لن يكون ما بعد هذا الإعلان كما قبلة ، وسيكون تاريخ 22/2/2022 تاريخاًمشهودا ستقف عنده الأجيال طويلاً .