تتواصل في مدينة شرم الشيخ المصرية، اليوم الثلاثاء، مباحثات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بمشاركة دولية رفيعة، في ظل أجواء وصفت بـ"الصعبة"، بحسب تصريحات رسمية.
وقال ماجد الأنصاري المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، في تصريحات لقناة "فوكس نيوز" الأميركية، إن المفاوضات دخلت مرحلة معقدة تتعلق بأمن غزة وإدارتها وضمان عدم عودة الحرب، مشيرًا إلى أن هناك تداخلًا بين مراحل الاتفاق لتجنب الفجوات الزمنية.
وشهدت قمة شرم الشيخ، يوم أمس الاثنين، توقيع وثيقة رسمية بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، شارك فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والمصري عبد الفتاح السيسي، باعتبارهم قادة الدول الأربع الضامنة للاتفاق.
وقال الأنصاري: "هذا يوم تاريخي انتظرناه لسنوات، وخاصة خلال العامين الماضيين. نأمل أن تكون هذه خطوة نحو إرساء الاستقرار والسلام في المنطقة."
وكشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال القمة، أن المرحلة الثانية من الاتفاق قد بدأت بالفعل، موضحًا أن مراحل التنفيذ "متداخلة إلى حد كبير".
كما أعلن عن خطة شاملة لإنهاء الحرب، تشمل تأسيس هيئة دولية لإدارة غزة بعد الحرب، تُعرف باسم "مجلس السلام"، من المزمع أن يرأسه ترامب نفسه، ويضم في عضويته رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
وتتضمن المرحلة الأولى، التي دخلت حيّز التنفيذ يوم الجمعة الماضي، إعادة تموضع للقوات الإسرائيلية، وتبادل أسرى بين الجانبين، وإدخال مساعدات إنسانية عاجلة، وقد جرى، يوم أمس الاثنين، أول تبادل للأسرى بموجب الخطة.
أما المرحلة الثانية، فتركز على ملفات حساسة، مثل: الانسحاب الإسرائيلي الكامل، سلاح المقاومة الفلسطينية، إبعاد قادة حركة حماس، مستقبل الحركة، شكل الحكم في غزة بعد الحرب، وإعادة إعمار القطاع.
ورغم التوافق الدولي الظاهر، فإن قضية الدولة الفلسطينية المستقلة غابت عن خطة ترامب بشكل لافت، وهو ما أثار تساؤلات حول نوايا الأطراف المعنية.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه الدول العربية أن الحل النهائي يجب أن يؤدي إلى دولة فلسطينية في سياق حل الدولتين، صرّح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بأنه "لن يسمح بقيام دولة فلسطينية".
وفي المقابل، أكد مصدر فلسطيني لوكالة "رويترز" أن حركة حماس ترفض تسليم سلاحها طالما بقيت القوات الإسرائيلية تحتل الأراضي الفلسطينية، مشيرًا إلى أن هذا الملف سيبقى محورًا شائكًا في المرحلة الثانية.