القدس المحتلة - مصدر الإخبارية
تعرض رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء الإثنين، لانتقادات واسعة من مسؤولين في المعارضة والائتلاف، عقب اعتذاره لقطر هاتفيًا عن الغارة التي استهدفت الدوحة في 9 أيلول/ سبتمبر، وأسفرت عن استشهاد ضابط أمن قطري أثناء استهداف قيادات من حركة حماس.
وخلال مكالمة هاتفية جرت من البيت الأبيض أثناء لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعرب نتنياهو لرئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن "أسفه العميق لمقتل ضابط الأمن القطري"، واعتذر عن "المساس بسيادة قطر"، وفق ما نقلت مصادر مطّلعة. وأوضحت هذه المصادر أن الاعتذار كان شرطًا أساسيًا لاستئناف الوساطة القطرية، مشيرة إلى أن الأزمة التي أثارها الهجوم على الدوحة "أشد خطورة مما قدّرته تل أبيب في البداية"، وأن الطلب جاء مباشرة من أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. كما لم تستبعد المصادر إمكانية تقديم تعويض مالي قطري.
على الصعيد الداخلي، فجّر الاعتذار موجة هجوم على نتنياهو من مختلف التيارات السياسية. فقد قال رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان: "لا يُعقل أن يعتذر نتنياهو أمام القطريين الذين لم يدينوا حتى اليوم مجزرة السابع من أكتوبر، بينما لم يعتذر يومًا أمام الشعب الإسرائيلي على آلاف القتلى والمخطوفين خلال ولايته".
أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، فاعتبر الغارة "مهمة وعادلة وصحيحة أخلاقيًا"، مضيفًا: "قطر دولة راعية للإرهاب ولا تستحق أي أموال". بينما شبّه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الاعتذار بـ"اتفاق ميونيخ 1938"، معتبرًا أنه "خزي أمام دولة داعمة للإرهاب".
بدورها، تساءلت وزيرة الاستيطان أوريت ستروك عبر منصة "إكس": "هل اعتذر أمير قطر لنتنياهو عن السابع من أكتوبر؟". وفي السياق ذاته، وصف رئيس حزب الديمقراطيين، يائير غولان، اعتذار نتنياهو بأنه "إذلال"، داعيًا إلى استبداله من أجل "هزيمة حماس وقطر".
وتؤكد تقارير إسرائيلية أن قطر تبقى الوسيط المحوري بين إسرائيل وحماس، وأن دورها أساسي في أي صفقة لتبادل الأسرى ووقف الحرب، وهو ما يفسر إصرار إدارة ترامب على إعادة إشراكها في جهود الوساطة.
وفي بيان رسمي، أعلن البيت الأبيض أن ترامب أدار مكالمة ثلاثية جمعت نتنياهو ورئيس الوزراء القطري، رحّب خلالها الأخير بالاعتذار الإسرائيلي وأكد استعداد بلاده لمواصلة دورها في استقرار المنطقة. وأوضح البيان أن نتنياهو أبدى "ندمه على انتهاك السيادة القطرية"، متعهدًا بعدم تكرار الهجوم مستقبلًا، فيما ناقش الزعماء آفاق إنهاء حرب غزة وتعزيز الأمن الإقليمي.