من الألم يولد الإبداع.. ساق من ماسورة بلاستيك ابتكرها الطفل راتب

29 سبتمبر 2025 11:02 ص

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

 "تعبت وأنا بشوف كل اللي حواليا بمشوا على رجليهم ورجلي مبتورة، قررت وضع ماسورة مياه صرف صحي لعدم وجود أطراف صناعية في غزة"، بهذه الكلمات بدأ الطفل راتب أبو اقليق حديثه لـ"شبكة مصدر الإخبارية".

 يتجول راتب هو يتكئ على ماسورة الصرف الصحي مربوطة بالحبال المهترئة، يخرج إلى المدرسة الذي نزح إليها برفقة عمه وهو يلعب كرة القدم، يتألم منها وأحيانًا تسقط منه قدمه، فيجلس يبكي إذ باته عدوانيًا وسريع الغضب.

راتب اقليق 3

في تاريخ 26/6/2025، خرج راتب مع عائلته إلى خان يونس جنوب قطاع غزة، فالصواريخ الإسرائيلي قتلت والدته وأخاه أمام عينه، وأصيب مع أشقائه الاثنين أيضًا، فلحظة استشهاده كانت صعبة جدًا لا يستطع نسيانها.

 يروي عم راتب لـ"شبكة مصدر الإخبارية": "كنت في الخارج ولما رجعت تفاجأت بمحاولته قياس ماسورة الصرفة الصحي على قدمه كي تسنده على السير دون العكاز والعودة إلى اللعب مع أصدقائه مرة أخرى".

حاول عم راتب سؤاله ماذا يفعل بماسورة الصرف الصحي وهو يلفها بالحبال، فأجابه: "بدي اخترع قدم جديدة عشان أطلع ألعب وأشوف الشوارع والناس تعبت وأنا أمشي على عكاز".

راتب اقليق 2

وعن شعوره عند سماعه إجابة راتب: "لم يكن لدي رد على كلامه ولا أستطع منعه على الرغم من أنني أعلم بأنها لا تفيده بتاتًا وتركته يفعل ما يشاء بسبب وضعي النفسي والصحي".

يحلم راتب بالسفر لتركيب طرف صناعي يستطيع الحركة بحرية واستعادة طفولته، بعد أن سرق الصاروخ والدته وشقيقه وساقه، ورؤية والده الذي يتواجد خارج قطاع غزة لتعويضه هو وأشقائه غياب والدتهم.

ويشير إلى أن راتب أصيب بشظايا عدة في جسده ولم يتوقع أحد نجاته من الموت، أدت إلى استئصال الكبد وجروح في جدار المعدة، بالإضافة إلى بتر ساقه.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي، فإنه أكثر من 4,800 مجموع حالات البتر، بينهم 18 بالمئة أطفال، وأكثر من 55 في المئة من الشهداء هم من الأطفال والنساء والمسنين.

راتب اقليق 5

تابعنا على فيسبوك