هل تتدحرج أحداث الضفة والقدس نحو تصعيد شامل مجدداً؟

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

أجمع محللون سياسيون على أن وتيرة التصعيد في مدن الضفة الغربية والقدس المحتلتين ستكون عالية، لكنها لن تتدحرج لمواجهة شاملة ومفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي في كافة المدن الفلسطينية، بما فيها قطاع غزة.

وأكد هؤلاء، إن التصعيد سيؤدي لارتفاع وتيرة العمليات المسلحة والاحتجاجات في الضفة والقدس، وعمليات إطلاق صواريخ من غزة، لافتين إلى أن قيادة الاحتلال الإسرائيلي لن تسمح بتفجر الأوضاع بهدف تحقيق أهدافها بهدوء.

وقال المحلل السياسي مخيمر أبو سعدة، إن التصعيد القادم بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي سيكون عنوانه تطورات الأحداث في القدس المحتلة وحي الشيخ جراح والأسرى في السجون.

وأضاف أبو سعدة في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، أن الأحداث التي يعيشها الشيخ جراح والأسرى في السجون تذكر بالتصعيد الذي حدث في أيار (مايو) الماضي الذي نتج عنه، دخول قطاع غزة على خط المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح أبو سعدة أن استمرار تصعيد المستوطنين ضد الفلسطينيين من شأنه توتير الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة والقدس والاتجاه نحو تصاعد المظاهرات والفلسطينية والاشتباكات الشعبية مع قوات الاحتلال، والتطور لعمليات دهس وإطلاق نار.

وأشار أبو سعدة، إلى أن تصاعد الأوضاع في الضفة سيضع المزيد من الضغوط على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وسيدفعها نحو إطلاق صواريخ على المدن المحتلة القريبة من القطاع (غلاف غزة) وعلى بحر مدينة (تل أبيب)، والقيام بعمليات قنص على الحدود.

وأكد أبو سعدة أنه ليس من مصلحة غزة الدخول بحرب مفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي في ظل المشاكل التي يعاني منها القطاع، والانتقادات التي وجهت لحركة حماس عقب عدوان أيار (مايو) 2021 بأنها سرقت الأضواء من المقاومة الشعبية وحدت من فاعليتها بوجه الاحتلال في تلك الفترة وقدرتها على منع التغول الإسرائيلي.

ورأي أبو سعدة أن الفصائل لن تذهب لحرب مفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي وسيقتصر الأمر على التصعيد على الحدود فقط.

من جهته، قال المحلل السياسي طلال عوكل، إن ما يميز الأوضاع الحالية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، هو أن الأوضاع تغلي في معظم محاور الاحتكاك والمدن الفلسطينية.

وأضاف عوكل في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، أن المستوى الرسمي الإسرائيلي يحاول حالياً تحقيق أهدافهم بهدوء وبدون تصعيد وضجيج يستدعي دخول قطاع غزة على خط المواجهة، لاسيما وأنهم نجحوا بتحقق عدد منها كهدم العديد من المنازل في الشيخ جراح مؤخراً.

وأشار عوكل أن المستوى الرسمي الإسرائيلي لن يسمح بأن يقوم المستوطنين والمتطرفون بقيادة إيتمار بن غفير بأحداث ضجة كبيرة تستدعي تصعيد الأوضاع بشكل كبير على جبهتي غزة والضفة، والدليل على ذلك إخراج شرطة الاحتلال بالأمس لبن غفير من الشيخ جراح وإغلاق مكتبه.

وأكد عوكل أن قادة الاحتلال سيضبطون الأوضاع في الشيخ جراح بشكل نسبي وسيتابعون تحقيق أهدافهم بهدوء.

وفي السياق ذاته، أكد مصدر مطلع في المقاومة الفلسطينية، اليوم الاثنين، أن الفصائل في قطاع غزة لم تتخذ قراراً نهائياً بعد حول الأحداث المندلعة في مدن الضفة الغربية والقدس المحتلتين، لاسيما في الشيخ جراح.

وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن الفصائل تتابع الأحداث في الضفة والشيخ جراح عن كثب لتحديد خطواتها المقبلة.

وأضاف المصدر، أن هناك رؤية فصائلية موحدة على عدم ترك الاحتلال الإسرائيلي يتفرد بأي منطقة فلسطينية.

وأشار إلى أن الفصائل عقدت أمس الأحد اجتماعاً لمناقشة الأوضاع في الضفة والقدس لكنه لم يخرج بقرارات ملموسة لحين وضوح الرؤية الكاملة عما يجري، حد قوله.

وتشهد الضفة الغربية والقدس المحتلتين توتراً متصاعداً منذ أيام عقب تصاعد اعتداءات المستوطنين وعمليات هدم المنازل في الشيخ جراح، وحملات الاعتقال بحق الناشطين والمقاومين، واغتيال ثلاثة مقاولين من قبل وحدات خاصة إسرائيلية في مدينة نابلس مساء الثلاثاء الماضي.

وأكدت الفصائل الفلسطينية أمس الأحد أنها لن تترك الشيخ جراح وحيداً وأن المعادلات التي رسختها عقب عدوان أيار (مايو) الماضي لن تسمح بتغييرها، داعية لتوسيع دائرة الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي.