كيف ستؤثر الحرب بين روسيا وأوكرانيا على أسعار القمح في فلسطين؟

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

ينذر تصاعد الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، وإمكانية عزو موسكو لكييف باشتعال أسعار القمح في فلسطين وحول العالم، لاسيما وأن البلدان يصدران متجمعتان قرابة 206.9 مليون طن سنوياً.

وتستهلك فلسطين ما يصل إلى 660 ألف طن سنوياً من القمح تستورد بدرجة أولى من الاحتلال الإسرائيلي، وثانياً تغطى من خلال المساعدات المقدمة من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وحوالي 30 ألف طن تنتج محلياً.

ويصل معدل استهلاك 120 كغم/سنوياً للفرد الواحد، 10% منها ينتج محلياً بإجمالي أراضي مزروعة تصل إلى220- 242 ألف دونم، وقرابة 90% تستورد من الاحتلال الإسرائيلي.

ويبلغ سعر شوال القمح في محافظات الضفة الغربية 170 شيكلاً للإسرائيلي( روسي- أمريكي)، و110 شواكل للمحلي، و90 شيكلاً للأوكراني، أما قطاع غزة فيتراوح السعر بين 88 -90 شيكلاً.

ويقول أحد أكبر مستوردي القمح في فلسطين، إن أي حرب بين روسيا وأوكرانيا سيكون لها انعكاساتها المباشرة على أسعار القمح حول العالم بما فيها فلسطين.

ويضيف  المستورد الذي فضل عدم ذكر اسمه في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، أن الجزء الرئيس من القمح المستورد من الاحتلال الإسرائيلي هو قمح روسي.

بدوره، يقول رئيس جمعية المخابز عبد الناصر العجرمي، إن أي اضطراب مسلح بين روسيا وأوكرانياً من شأنه إشعال أسعار القمح، خصوصاً وأن فلسطين تستورد بشكل أساسي احتياجاتها من القمح من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والتي تغطيان ثلاثة أرباع العالم.

ويضيف العجرمي في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية، أن أسعار القمح تشهد ارتفاعات نتيجة جائحة كورونا وموجات الجفاف التي ضربت روسيا مؤخراً، مما انعكس على أسعار الخبز حول العالم، وضمنها فلسطين، وقطاع غزة مما دفع بالجمعية بالتوافق مع وزارة الاقتصاد الوطني مؤخراً لإجراء تغير على وزن ربطة الخبز ليستقر عند 2800 جم في خطوة لعدم الحاق خسائر بالمستوردين وأصحاب المخابز.

ويشير العجرمي إلى أن سعر شوال الدقيق ارتفع 20 شيكل عن سعره الأصلي وصولاً إلى 90 شيكل مقارنة بـ 70 شيكل في الماضي.

ويؤكد العجرمي، أي تقليص في الكميات المعروضة من شأنه رفع الأسعار، حيث يصل حجم استهلاك قطاع غزة من القمح 18 ألف طن شهرياً، 14 ألف طن منها تحول لطحين و4 ألاف طن نخالة.

من جهته، يقول المحلل الاقتصادي، وأستاذ العلوم المالية والاقتصادية في كلية الدراسات العليا في الجامعة العربية الأميركية، نصر عبد الكريم، إن التكلفة الاقتصادي لأي حرب ستنشأ بين روسيا وأوكرانيا ستكون عالية، كونها قد تتجه لحرب دولية تشارك فيها العديد من الدول.

ويضيف عبد الكريم في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، أنه حال نشوب حرب ستكون الانعكاسات بدرجة أولى على أسعار النفط والغاز، ثم القمح، وباقي المنتجات التي تدخل في الصناعة.

ويؤكد عبد الكريم، أن فلسطين ستتأثر كغيرها من الدول بهذه الحرب لاسيما وأنها دولة غير منتجة وتعتمد في المحروقات والقمح على الاستيراد من الخارج.

ويشير عبد الكريم إلى أن مدى الارتفاع سيرتبط بشكل أساسي على العقوبات الاقتصادية التي ستفرض على روسيا، وإمكانية حدوث حصار تجاري على سلسلة التوريدات حول العالم، وسيكون الفلسطينيون ضمن سكان المناطق التي ستتأثر، خصوصاً على صعيد زيادة كلفة المعيشة والتصنيع.

ويلفت عبد الكريم أن حصة المواطن الفلسطيني من الأثار السلبية للحرب ستكون متدنية، وستشمل سلع معينة فقط.