غياب الفصائل عن المجلس المركزي يعقد المشهد الفلسطيني والمصالحة

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:
أكد قياديون ومحللون فلسطينيون، اليوم الاثنين، أن انعقاد اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في السادس من شباط (فبراير) المقبل في مدينة رام الله، دون مشاركة فصائل أساسية يعقد المشهد الفلسطيني ويعطل المصالحة.
وقال هؤلاء في تصريحات منفصلة لشبكة مصدر الإخبارية، إن عقد الاجتماع دون توافق وطني من شأنه قطع الطريق أمام جهود إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، خصوصاً في ظل المبادرة الجزائرية للمصالحة.
وأكد القياديون والمحللون، أن أي قرارات ونتائج ستصدر عن المجلس المركزي لن تحظى بأي شرعية وطنية، وتجاوباً واهتماماً من الشارع الفلسطيني.
وأعلنت حركتي حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الشعبية (القيادة العامة مقرها سوريا)، وطلائع حزب التحرير الشعبية (قوات الصاعقة سابقا)، مقاطعتها لاجتماع المجلس المركزي رفضاً (لهيمنة) حركة فتح وقيادات في السلطة الفلسطينية على منظمة التحرير وقراراتها.
والمجلس المركزي، هو برلمان مصغر، منبثق عن المجلس الوطني (أعلى هيئة تشريعية لفلسطينيي الداخل والخارج)، ويتبع لمنظمة التحرير، التي تضم الفصائل، عدا حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”.
المقاطعة تعكس حالة التفرد
وقالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، إن مقاطعة عدد كبير من الفصائل الوطنية لاجتماع المجلس الوطني المرتقب يعكس حالة التفرد الكبير التي وصلت لها قيادة السلطة الفلسطينية، وعدم استجابتها لمطالب الكل الوطني حول القضايا الوطنية.
وأضاف الناطق باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، أن غياب ممثلي الفصائل عن الاجتماع يعني أن جميع مخرجاته ونتائجه غير شرعية ولا تمثل الإجماع الوطني.
وشدد على أن إصرار قيادات السلطة الفلسطينية وحركة فتح في عقد الاجتماع بموعده يهدف لتمرير مصالح شخصية وحزبية بعينها.
قرارات بدون شرعية وطنية
من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي، إن مقاطعة الفصائل لاجتماع المركزي يرفع عنه الغطاء والاجماع الوطني، ويجعل أي قرارات قد تصدر عنه غير شرعية، ولا أهمية لتعميمها على أبناء الشعب الفلسطيني.
وأوضح القيادي في الحركة خضر حبيب في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، أن رفض مشاركة الفصائل في الاجتماع تأتي نتيجة القرارات الانفرادية المتخذة من قبل قيادات السلطة وفتح.
وأضاف أن البيت الفلسطيني يحتاج لإعادة الترتيب من خلال التشاور والتوافق مع جميع الفصائل دون تفرد فصيل بمصير شعب بأكمله.
وأشار إلى أن غياب التوافق على المجلس الوطني هو نتيجة وجود فيتو من قبل السلطة الفلسطينية والمتمكنين بقرار المنظمة الذين يعملون على هندسة الأمور على مقايس مصالحهم الشخصية.
وأكد حبيب أن الفلسطينيين بحاجة لمجلس وطني يمثل الجميع لاسيما في ظل المرحلة الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية.
لن يستطيع حل المشاكل الفلسطينية
وفي السياق ذاته، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إن رفضت المشاركة لن يستطيع حل مشاكل القضية الفلسطينية من انقسام داخلي وتغول لقوات الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا، واستمرار الاستيطان والاعتداءات في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وبين عضو اللجنة المركزية العامة في الجبهة هاني الثوابتة في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، أن الجبهة تتطلع لعقد مجلس مركزي بمشاركة الكل الفلسطيني، وعدم الاقتصار على هيمنة فصيل معين، والاتفاق على القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية بما يمكنا من مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد الثوابتة، أن المجلس المركزي الحالي لن يستطيع حل مشاكل القضية الفلسطينية من انقسام داخلي وتغول لقوات الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا، واستمرار الاستيطان والاعتداءات في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وشدد الثوابتة على أن الجبهة ترى أن الأولوية حالياً للحوار الوطني وتنفيذ المصالحة الفلسطينية، وإعادة ترتيب الأولويات الوطنية، وعقد اجتماع الأمناء العامين للفصائل، والاتفاق على خارطة طريق لإجراء الانتخابات الشاملة.
عقبة إضافية في طريق المصالحة
إلى ذلك، قال المحلل السياسي طلال عوكل، إن غياب فصائل أساسية وفاعلة في الساحة الفلسطينية عن اجتماع المجلس المركزي، يشكل عقبة إضافية في طريق إحداث أي تقدم في ملف المصالحة الداخلية، رغم التعطيل التي يشهده.
وأضاف عوكل في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، إن رفض الفصائل في الاجتماع يشكل تعقيد جديد أمام إمكانية تحقيق المصالحة في ظل المبادرة الجزائرية المطروحة على الطاولة.
وأشار على أن الوضع الفلسطيني في ظل هذه المعطيات لن يتغير، كون المجلس المركزي لن يحمل مخرجات جديدة للشارع.
ولفت عوكل، إلى أن حركة فتح ستتجه بدورها لملئ شواغر المنظمة من مناصب في اللجنة التنفيذية ورئاسة المجلس الوطني والصندوق القومي.
فتح تأسف
من جانبها، عبرت حركة فتح عن أسفها لعدم مشاركة عدد من الفصائل باجتماع المجلس المركزي.
وقال عضو المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” تيسير نصر الله ، في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، إن الفصائل التي اتخذت قراراً نهائياً هي حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية طلائع حرب التحرير الشعبية – قوات الصاعقة، والجبهة الشعبية- القيادة العامة.
وتابع نصر الله “عدم مشاركة الفصائل المذكورة في اجتماع المجلس المركزي أمر مؤسف، وكنا نأمل أن تطرح هذه التنظيمات وجهات نظرها وأفكارها حول المشروع الوطني والقضية الفلسطينية”.
وأعرب عن أمله بأن تنجح لقاءات الجزائر مع الفصائل الفلسطينية لإنهاء الانقسام واتمام المصالحة الفلسطينية، مؤكداً أن الجزائر تسعى لتحقيق تقدم ملموس في ملف المصالحة قبل انعقاد القمة العربية لإبلاغ العرب بأن الملف الفلسطيني يشهد تطورات إيجابية، ويستدعي دعماً قوياً.