الأزمة الروسية الأوكرانية..إمدادات عسكرية أمريكية وكييف تبرئ ساحة موسكو

تغطيات خاصة – مصدر الإخبارية
تضع الأزمة الروسية الأوكرانية العالم على حافة هاوية، في ظل تسارع مستجدات الملف الذي يتوقع محللون أنه سيشعل فتيل حرب عالمية ثالثة.
ومع تزايد التهديدات بين المعسكر الروسي والمعسكر الأوكراني، تظهر ردوج الأفعال والأطراف المؤيدة لأحد الأطراف على حساب الآخر، ومنهم من يتخذ خط الحياد تجنباً لخسارة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع أحد الأطراف.
ويتعاظم شأن الدور الأمريكي كأحد أبرز حلفاء أوكرانيا، خاصة بعد الدعم العسكري الكبير الذي تقدمه للجيش في سبيل ردع أي هجوم روسي محتمل.
الأزمة الروسية الأوكرانية.. أمريكا تلوح بالخطة النووية
ووضعت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، خيارات عدة من أجل ردع ما تصفه بـ “العدوان الروسي” المحتمل ضد أوكرانيا، ويظهر هذا التلميح أن خيار الردع النووي يلوح في الأفق.
ووفقاً لما جاء في مجلة “نيوزيك” الأمريكية فإن الخيار النووي بات مطروحاً في الولايات المتحدة لردع العدوان حتى منطقة أوروبا، مشيرة أن ذلك الأمر بدا واضحاً في المناورات العسكرية التي جرت العام الماضي وحملت اسم “البرق العالمي”، وحاكت تلك المناورات التصدي لغزو روسي مفترض لدول البلطيق.
ويتصاعد السيناريو من الردع إلى استخدام الأسلحة النووية نفسها، ولكن في المقابل قد يكون هذا الأمر لمجرد تزايد وتيرة التهديدات في إطار حرب نفسية أو كما سميت سابقاً بـ “الحرب الباردة”.
وتعود مناورات “البرق العالمي” هذا العام، وسط أزمة غير مسبوقة بين روسيا والغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة.
وبينما يقول الغرب إن روسيا، التي حشدت أكثر من 100 ألف جندي على حدود أوكرانيا تستعد لغزوها، تنفي موسكو ذلك وتقول إن تحركاتها العسكرية لا تهدد أحداً، مؤكدة في الوقت ذاته أهمية أخذ متطلباتها الأمنية في عين الاعتبار، وخاصة عدم تقدم حلف “الناتو” شرقاً.
ومناورات “البرق العالمي” واحدة من مناورات محدودة تجريها القيادة الاستراتيجية الأميركية والقيادة النووية ومقرها ولاية نبراسكا، وتتزامن هذه التدريبات هذا العام مع الأزمة الأوكرانية، وتستمر لمدة 5 أيام.
وقالت “نيوزويك” إن أحدا لم يخطط لتنظيم المناورات في هذا الوقت من العام.
ويشمل سيناريو مناورات “البرق العالمي” هذا العام الصين أيضاً.
وكانت الخيارات الأميركية السابقة التي تحدثت عنها إدارة بايدن تشمل فرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا، بما في ذلك رئيسها فلاديمير بوتن، وإمداد أوكرانيا بالأسلحة والذخائر.
لكن بايدن استبعد، علنا على الأقل، إرسال قوات أميركية إلى أوكرانيا باعتبار أنها دولة غير عضوة في حلف “الناتو”.
وكان مدير مشروع المعلومات النووية في اتحا العلماء الأميركيين، هانز كريستنسن، تحدث عام 2019 عن خطة مفترضة للحرب النووية، مشيراً إلى التحول الكبير في هذا المجال، داعيا البنتاغون لأخذ هذا الأمر في الاعتبار.
ولا يعرف الكثير عن تلك الخطة ولا عن تفاصيل مناورات “البرق العالمي”، لكن كريستنسن اكتفى بالقول إن المناورات تشمل إجراء عمليات في ظل بيئة نووية، قبل الهجمات وبعدها، بما في ذلك إعادة توجيه الأسلحة بما فيها النووية وضرب قوات العدو.
وتأخذ هذه المناورات في الاعتبار احتمال تعرض الولايات المتحدة لهجمات نووية، وكيفية الاستمرار في العمل بعدها.
“صائد الدبابات”
وفي خضم الأزمة الروسية الأوكرانية، سارعت الولايات المتحدة إلى التدخل، عبر تزويد كييف بكميات كبيرة من صواريخ “جافلين”، المضادة للدروع.
ويقول موقع (19fortyfive) إن صاروخ “جافلين”، الذي يعرف بـ”صائد الدبابات”، يعتبر من أفضل الصواريخ المضادة للدروع وخاصة الدبابات على مستوى العالم.
وأضاف الموقع أن هذا الصاروخ بات يؤرق الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، الذي حشد عشرات الآلاف من جنوده على حدود أوكرانيا.
وخلال السنوات الثلاث الماضية، سلّمت الولايات المتحدة كميات كبيرة من صواريخ “جافلين” إلى أوكرانيا، وكانت آخر دفعة من هذه الصواريخ وصلت إلى البلاد في ديسمبر الماضي، أي في خضم الأزمة المشتعلة بين كييف وموسكو.
وما يميز هذا الصاروخ مرونته، فيمكن إطلاقه عن طريق منصة أو عن الكتف، بما يعني أنه بعد تنفيذ العملية يمكن الاختباء بسرعة.
وعلى مطلقه رصد الهدف عن طريق العرض الحراري، ثم يتم إطلاق الصاروخ على الهدف من الأعلى إلى الأسفل، بمعنى أن العدو قد لا يتمكن من معرفة مكان إطلاق الصاروخ.
وهذا السلاح باهظ الثمن، فسعر القاذفة الواحدة يبلغ 126 ألف دولار وتسعى دول كثيرة في العالم للحصول على كميات منها.
وفي عام 2018 فقط، حصلت أوكرانيا على من 200 قاذفة “جافلين”.
وتمكن مخاوف روسيا من هذا السلاح أنها حشدت أعداد كبيرة من الدبابات والآليات المدرعة على حدود أوكرانيا، وفي حال الغزو ستكون رأس الحربة في العملية، مما يعرضها لخطر هذه الصواريخ الفتاكة، وسيوقع خسائر بشرية فادحة.
أوكرانيا تبرئ ساحة روسيا
ونفت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار قول 3 مسؤولين أميركيين إن روسيا نقلت إمدادات دم ومواد طبية أخرى إلى قواتها المحتشدة بالقرب من حدود أوكرانيا، فيما يرى الأميركيون أنه مؤشر آخر جديد على اتساع الاستعدادات العسكرية الروسية لتنفيذ هجوم عسكري إذا قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ذلك.
وقالت المسؤولة العسكرية الأوكرانية على فيسبوك السبت: “هذه المعلومات غير صحيحة. مثل هذه “الأخبار” هي أحد عناصر الحرب الإعلامية والنفسية. الغرض من مثل هذه المعلومات هو نشر الفزع والخوف في مجتمعنا”.
وكان الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي قد انتقد الجمعة ما وصفه بأنه “إحساس في الخارج” بأن حربا بدأت بالفعل ضد أوكرانيا، وقال للصحفيين في كييف: “لسنا بحاجة إلى هذا الفزع”.
وجاء تعليق نائبة وزير الدفاع الأوكرانية بعد أن قال 3 مسؤولين أميركيين لرويترز إن الحشد العسكري الروسي بالقرب من حدود أوكرانيا اتسع ليشمل إمدادات الدم إلى جانب مواد طبية أخرى تسمح بعلاج المصابين، وذلك في مؤشر آخر جديد على الاستعدادات العسكرية الروسية.
ويقول مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون إن مؤشرات مهمة، مثل إمدادات الدم، أساسية في تحديد ما إذا كانت موسكو مستعدة لتنفيذ غزو إذا قرر بوتن ذلك.
ويضيف الكشف عن إمدادات الدم من جانب المسؤولين الأميركيين، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، بعدا إلى التحذيرات الأميركية المتنامية من أن روسيا يمكن أن تكون تستعد لغزو جديد لأوكرانيا في الوقت الذي تحشد فيه أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من حدودها.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد تحدثت عن نشر “دعم طبي” في إطار الحشد الروسي. لكن الكشف عن إمدادات الدم يضيف مستوى أعلى من الكشف عن التفاصيل يقول الخبراء إنه أساسي في تحديد المدى الذي وصل إليه الاستعداد العسكري الروسي.
ردت دولتا رومانيا وبلغاريا، على الطلب الروسي بسحب قوات حلف شمال الأطلسي منهما، بهدف خفض التصعيد في الأزمة الأوكرانية.
وجاء رد رومانيا وبلغاريا “مستاء” من الطلب الروسي، الذي اعتبرته الدولتان تجاوزا عليهما، وعلى سيادتهما.
واعتبرت رومانيا طلب روسيا سحب قوات حلف شمال الأطلسي من أراضيها أمرا “غير مقبول”.
ومن جهته دعا رئيس حكومة بلغاريا، روسيا لمواصلة الانخراط بالحوار الدبلوماسي لخفض التصعيد، ردا على طلبها بسحب قوات الناتو من صوفيا.
وكانت روسيا، قد طالبت الجمعة، بانسحاب القوات الأجنبية التابعة لحلف شمال الأطلسي من رومانيا وبلغاريا الدولتين العضوين فيه، في وقت ذكرت تقارير أن فنلندا والسويد أصبحتا أكثر انفتاحا للانضمام إلى “الناتو”، رغم تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتن.
وطالبت روسيا، حسبما أوردت وكالة “فرانس برس”، بانسحاب القوات الأجنبية ضمن قوات الناتو في رومانيا وبلغاريا، لخفض التصعيد في الأزمة الأوكرانية.
وكتبت وزارة الخارجية الروسية ردًا على سؤال طرحته وسيلة إعلامية، “ليس هناك غموض” مضيفة أن المسألة هي “سحب القوات الأجنبية والمعدات والأسلحة إضافة إلى (اتخاذ) تدابير أخرى بهدف العودة إلى الوضع الذي كان قائما في 1997 في الدول التي لم تكن آنذاك أعضاء في حلف الأطلسي”.
يأتي ذلك وسط مخاوف روسية من تدخل حلف شمال الأطلسي في الدول المجاورة، في حاول تطور الصراع العسكري بينها وبين أوكرانيا.