نتنياهو يأمر الجيش بتسريع اجتياح غزة وتوسيع الحرب

الأراضي المحتلة – مصدر الإخبارية
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، إنه وجّه الجيش إلى “تقليص الجداول الزمنية للسيطرة على معاقل حماس الأخيرة وحسم المعركة”، وذلك في إطار التحضير للمصادقة على الخطط المتعلقة بالمناورة العسكرية لاقتحام مدينة غزة.
وجاء ذلك في بيان مقتضب أصدره مكتب نتنياهو، تزامناً مع اجتماع القيادة العسكرية العليا لإقرار تفاصيل العملية الجديدة التي باتت تحمل اسم “عربات جدعون 2”.
الجيش يعلن السيطرة على 75% من غزة
بالتوازي، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، في مؤتمر صحافي، إن قواته باتت تسيطر عملياتياً على نحو 75% من قطاع غزة، وبدأت المرحلة الثانية من العملية العسكرية، مضيفاً أن قواته تتحرك فعلياً في أطراف مدينة غزة وحددت نفقاً داخلها.
وشدد على أن حركة حماس “هُزمت كتنظيم في كل منطقة دخلها الجيش”، وأنها باتت تعمل وفق حرب العصابات، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستُركز على “تعميق الضرر” في قدرات الحركة داخل مدينة غزة.
استدعاء واسع للاحتياط
في إطار الاستعداد للمناورة البرية، أعلن الجيش الإسرائيلي استدعاء 60 ألف جندي احتياط إضافي، إلى جانب تمديد خدمة 20 ألف جندي سبق استدعاؤهم، ليبلغ العدد الإجمالي المتوقع في ذروة العملية نحو 130 ألف جندي احتياط موزعين بين جبهات غزة والضفة والشمال.
كما تقرر تمديد الخدمة الإلزامية لجنود الجيش النظامي ما بين 30 و40 يوماً، بما يتماشى مع خطة العملية العسكرية الواسعة.
“عربات جدعون 2”: خطة اجتياح مدينة غزة
بحسب التقارير الإسرائيلية، ستشارك خمس فرق عسكرية في الهجوم، بينها 12 مجموعة قتال لوائية، إضافة إلى ألوية فرقة غزة (الشمالية والجنوبية). وتشمل الخطة تحذير السكان وإخلاء واسع قبل تطويق المدينة واجتياحها برياً.
ووفق التعليمات السياسية، الهدف المركزي للعملية هو “حسم المعركة ضد حماس”، غير أن معايير هذا “الحسم” لا تزال غير واضحة، إذ تكتفي المؤسسة العسكرية بالقول إن ما تبقى للحركة لا يتجاوز لواءين عسكريين من أصل خمسة.
خلاف سياسي حول مقترح الوسطاء
في موازاة التحضير العسكري، يرفض نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس الرد على مقترح الوسطاء المصريين والقطريين، الذين تقدموا بمبادرة لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً مقابل تبادل الأسرى وإعادة التموضع الإسرائيلي.
ورغم أن حركة حماس أعلنت موافقتها على المقترح، فإن نتنياهو وكاتس يميلان إلى توسيع العمليات العسكرية بدلاً من إقرار صفقة جزئية. ونقلت القناة 12 عن كاتس قوله إن “الدخول إلى غزة سيدفع حماس إلى القبول بصفقة شاملة أفضل”، في حين حذرت جهات أمنية إسرائيلية من أن التوجه العسكري يمثل “مقامرة قد تكلّف حياة أسرى وجنود”.
أصوات أمنية تحذّر من المخاطر
مصادر أمنية إسرائيلية حذرت من أن توسيع العمليات يقوّض فرصة الإفراج عن 8 إلى 10 أسرى أحياء محتجزين في غزة، معتبرة أن احتمال استسلام حماس أو تسليم الأسرى من تلقاء نفسها “معدوم تقريباً”.
وأشارت إلى أن هناك فرصة فعلية للتوصل إلى اتفاق، إذا توافرت الإرادة السياسية، لافتة إلى أن مقترح الوسطاء يحتوي على “أساس لاتفاق واقعي”.
ترتيبات إنسانية واستعداد للإخلاء
تستعد إسرائيل لتداعيات العملية العسكرية على المدنيين عبر ما تصفه بـ”الترتيبات الإنسانية”، والتي تشمل إخلاء واسع للسكان من مدينة غزة نحو الجنوب، وإنشاء مستشفيات ميدانية جديدة بالتعاون مع منظمات دولية.
وبدأ منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة باتخاذ إجراءات ميدانية لتوسيع البنية التحتية الطبية وتسهيل النزوح الجماعي المتوقع، وسط تحذيرات من استغلال ملف المساعدات في أغراض استخبارية.
تحذيرات فلسطينية من استغلال المساعدات
في غزة، حذرت وزارة الداخلية والأمن الوطني المواطنين من تقديم بيانات شخصية وصور للمؤسسة الأميركية (GHF)، معتبرة أن هذه الخطوة محاولة لتحويل آلية المساعدات إلى منظومة أمنية بديلة تخدم الاحتلال، بدلاً من الاعتماد على قنوات دولية معتمدة مثل وكالة الأونروا.
الوساطة المصرية والجهود الدولية
على الصعيد السياسي، كثفت القاهرة اتصالاتها مع تل أبيب لدفعها نحو التجاوب مع المقترح، وأكدت قناة “القاهرة الإخبارية” أن إسرائيل لم تقدم حتى الآن ردها رغم مرور 48 ساعة على استلام العرض.
وفي موازاة ذلك، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، على رفض مصر أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، وتمسكها بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967.
اقرأ/ي أيضاً: بعد مقترح جديد.. عائلات الأسرى تطالب نتنياهو بمفاوضات فورية لإعادتهم