عقود الأسهم الأوروبية ترتفع وسط تقدم في محادثات حرب أوكرانيا

ارتفعت العقود بنسبة 0.3% بعدما خرج قادة أميركا وأوكرانيا وأوروبا وحلف "الناتو" من الاجتماعات متحدثين عن إحراز تقدم

وكالات – مصدر الإخبارية

تحركت الأسواق المالية في نطاقات ضيقة مع بقاء الأسهم العالمية قرب مستويات قياسية، بعد أن اختُتم لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع نظيره الأوكراني والقادة الأوروبيين بالدعوة إلى قمة مع روسيا.

ارتفعت العقود الآجلة للمؤشرات الأوروبية بنسبة 0.3% بعدما خرج قادة الولايات المتحدة وأوكرانيا وأوروبا وحلف “الناتو” من الاجتماعات متحدثين عن إحراز تقدم في محادثات السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وانخفضت أسعار النفط 0.5% مع تقييم المتعاملين لتأثير هذه المحادثات على إمدادات الخام، فيما استقرت الأسهم الآسيوية، وحافظت الأسهم الصينية المحلية على مستويات قريبة من أعلى مستوى لها في عقد.

ظلت العقود الآجلة للأسهم الأميركية وأذون الخزانة مستقرة، بعدما أكدت وكالة “إس آند بي غلوبال” تصنيفها الائتماني طويل الأجل للولايات المتحدة عند “AA+”، وتصنيفها قصير الأجل عند “A-1+”.

تفاؤل حذر بالسلام وترقب اجتماع جاكسون هول

أبدت الأسواق تفاؤلاً حذراً حيال عملية السلام في أوكرانيا، بعدما حث ترمب فلاديمير بوتين على البدء في التخطيط لقمة مع فولوديمير زيلينسكي.

بالتزامن مع هذه التطورات، يواجه المستثمرون أسبوعاً محورياً مع انطلاق ندوة السياسة الاقتصادية السنوية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الخميس في جاكسون هول بولاية وايومنغ، والتي قد تحمل إشارات حول مسار أسعار الفائدة.

وقال نيك تويدال، كبير المحللين في “إيه تي أف إكس غلوبال ماركتس” في سيدني إن “الأموال تنتظر على الهامش حالياً، بانتظار إشارة جديدة لدفع الأسواق إلى مستويات قياسية جديدة”.

وأضاف: “كان المستثمرون يستعدون للتقلبات بعد المحادثات، لكنها لم تحدث، لذا سيركزون الآن على تحديثات البنوك المركزية حتى نهاية الأسبوع، مع تركيز ضخم على الفيدرالي”.

كان ترمب قد اتصل ببوتين وحثه على البدء في وضع خطط لعقد قمة مع زيلينسكي، بعد اجتماعه مع الرئيس الأوكراني والقادة الأوروبيين في البيت الأبيض يوم الإثنين.

الاقتراح الذي قدمه ترمب كقمة ثنائية بين قادة أوكرانيا وروسيا، يليها اجتماع ثلاثي يضم الرؤساء الثلاثة، مثّل أحدث تطور في مسعى الرئيس الأميركي للتوسط في إنهاء سريع لصراع مستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.

الأسواق تترقب خطاب باول

قال مينغزه وو، متداول العملات في “ستون إكس” بسنغافورة: “قد يعكس غياب رد فعل الأسواق انخفاض التوقعات بحل الحرب الروسية الأوكرانية. العالم يمضي قدماً منذ أكثر من عامين، لذا قد لا تفعل عودة السلام في أوروبا الكثير، وهو ما يدعم هذا الجمود في رهانات الأسواق”. وأضاف وو أن الأسواق “تركز بشدة” على خطاب جيروم باول يوم الجمعة.

من المتوقع أن يكشف باول عن الإطار السياسي الجديد للفيدرالي، وهي الاستراتيجية التي سيستخدمها لتحقيق أهدافه المتعلقة بالتضخم والعمالة. وقد يُسلط الضوء أيضاً بعض التلميحات أيضاً حول تفكير الفيدرالي قبل اجتماعه في سبتمبر.

ما يقوله استراتيجيو “بلومبرغ”؟

قال غارفيلد رينولدز، رئيس فريق “ماركتس لايف” في “بلومبرغ”: “من المرجح أن تكون عملية مفاوضات السلام طويلة. يلوح مسار منخفض لأسعار النفط نتيجة لذلك، بينما قد تضع الأسهم والأصول الأخرى القضايا الجيوسياسية جانباً في الوقت الحالي، لتركز على آفاق السياسة النقدية الأميركية”.

تُظهر مقايضات أسعار الفائدة أن هناك احتمالاً يقارب 80% بأن يخفض الفيدرالي أسعار الفائدة الشهر المقبل بمقدار 25 نقطة أساس، مع تسعير خفضين بالكامل بحلول نهاية العام.

وقال كريس لاركن في “إيه ترايد” التابعة لـ”مورغان ستانلي”: “في الوقت الحالي، يبدو أن السوق تراهن على أن مؤشرات ضعف سوق العمل ستفوق خطر التضخم في نقاش الفيدرالي بشأن خفض الفائدة”.

تصنيف ائتماني أميركي ثابت وترقب السندات اليابانية

في غضون ذلك، قالت “إس آند بي” إن الولايات المتحدة تستطيع الحفاظ على قوتها الائتمانية رغم الأثر المالي لقانون الإنفاق الأخير، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن إيرادات الرسوم الجمركية ستقلل من وطأة التأثير. وأكدت الوكالة تصنيفها الائتماني لأكبر اقتصاد في العالم.

وكتب محللون بينهم ليزا شينيلر في مذكرة: “في ظل ارتفاع معدلات الرسوم الجمركية الفعلية، نتوقع أن تعوّض إيرادات الرسوم الجمركية بشكل عام النتائج المالية الأضعف التي قد تكون مرتبطة بالتشريعات المالية الأخيرة، والتي تحتوي على تخفيضات وزيادات في الضرائب والإنفاق”.

وفي اليابان، ستتم مراقبة مزاد السندات الحكومية لأجل 20 عاماً يوم الثلاثاء عن كثب، مع تزايد مخاطر طفرة في الإنفاق الحكومي تؤثر على شهية المستثمرين للديون طويلة الأجل جداً.