810 آلاف شقة غير آمنة: المراقب يحذّر من فشل إسرائيل في الاستعداد لزلزال مدمر

تقرير مراقب الدولة يظهر إخفاقًا حكوميًا واسعًا في معالجة خطر المباني القديمة في إسرائيل، رغم وجود أكثر من 800 ألف شقة غير مقاومة للزلازل، وسط تقاعس في تجهيز خطط للطوارئ ومواجهة الحرائق. مراقب الدولة يحذر: "نقترب من كارثة".

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية

حذّر مراقب الدولة الإسرائيلي، متنياهو أنغلمان، في تقرير صدر عنه اليوم، الثلاثاء، من إخفاقات خطيرة ومتواصلة في استعداد السلطات المحلية والحكومة لمواجهة خطر الزلازل والحرائق، مؤكدًا أن أكثر من 810 آلاف شقة سكنية في البلاد “غير مقاومة للزلازل، وتشكل خطرًا على حياة السكان”.

وقال أنغلمان إن “الحكومة لم تستوعب حتى الآن خطورة التهديد الكامن في هذه المباني”، مشيرًا إلى أن الصواريخ الإيرانية خلال الحرب الإخيرة أبرزت الفجوة الكبيرة بين المباني القديمة والجديدة من حيث مقاومة الأضرار. وأكد أن الأضرار الناتجة عن زلزال قوي قد تكون أشد فتكًا وخطورة.

أوضح التقرير أن “فقط 10% من الشقق التي تحتاج إلى تدعيم حصلت على موافقة لمشاريع تجديد حضري، رغم التحذيرات المتكررة”. وأضاف أنغلمان: “هذه دعوة عاجلة للحكومة لصياغة خطط فعلية لتدعيم المباني بدلًا من انتظار حالة طوارئ قد تكون كارثية”.

وكشف أن 45 سلطة محلية لم تُقرّ قوانين مساعدة للتعامل مع المباني الخطرة، وأن وزارة الداخلية ووزارة الإسكان لم تتخذا أي خطوات فعلية لتشجيع معالجة هذه القضية لدى السلطات المحلية، كما لم توفرا دعمًا اقتصاديًا أو اجتماعيًا مناسبًا لأصحاب العقارات الخطرة.

وأشار التقرير إلى فشل الحكومة في وضع تعريف موحد لـ”المبنى الخطِر”، وعدم نشر أي لوائح تنفيذية تُلزم البلديات بفحص المباني العامة، بما في ذلك المدارس. ولم يُعالج أي من هذه الإخفاقات منذ التقرير السابق قبل ثلاث سنوات.

وشدد أنغلمان على أن “مكتب رئيس الحكومة ووزارة الداخلية ووزارة الإسكان لم يُنجزوا حتى الخطوة الأولى المتمثلة في صياغة تعريف قانوني ملزم للمبنى الخطِر، ولم تُخصّص أي ميزانيات لمعالجة المسألة”.

وتناول التقرير أيضًا استعداد السلطات المحلية لمواجهة الحرائق، مشيرًا إلى اندلاع 33,500 حريق في عام 2024 وحده، غالبيتها في الغابات والمناطق المفتوحة. وذكر أن “فقط 9 من أصل 81 منطقة مصنفة بأنها شديدة الخطورة تلقت تمويلاً لإقامة مناطق عازلة”، معتبرًا أن ذلك “يعكس فشلًا بنيويًا في الاستعداد للطوارئ”.

وأضاف أنغلمان: “الحرائق التي اندلعت في أيار/ مايو الماضي كانت إشارة تحذير صارخة. كنّا على بعد خطوة من كارثة كبيرة”. ودعا رئيس الحكومة ووزيري الأمن القومي والداخلية إلى استخلاص العبر وضمان جهوزية جميع الهيئات لمواجهة الحرائق.

وأشار التقرير إلى وجود ثغرات كبيرة في الاستعداد لمواجهة حرائق تنجم عن إطلاق صواريخ أو طائرات مسيرة في بلدات الشمال خلال الحرب الأخيرة. وذكر أن بعض الحرائق لم تصل إليها فرق الإطفاء، وفي حالات أخرى لم يكن هناك دعم جوي، واضطرت فرق الطوارئ المحلية لمواجهتها دون تدريب كافٍ أو معدات مناسبة.

وانتقد التقرير المجالس المحلية، بما في ذلك بلديات حيفا وزخرون يعقوب ومجلس ماتيه يهودا الإقليمي، لفشلها في تنفيذ تعليمات هيئة الإطفاء، وعدم إعداد خطط حماية للأحياء عالية المخاطر أو تخصيص ميزانيات كافية. وأوضح أن بعض الجهات خصصت ميزانيات جزئية، لكنها لم تتابع تنفيذ التعليمات أو توثق الإجراءات التي اتُّخذت.