بدون مؤتمر صحافي أو بيان مشترك.. ترامب ونتنياهو يختتمان اللقاء الثاني بالبيت الأبيض
رئيس الوزراء الإسرائيلي: متمسكون بتحقيق جميع أهدافنا وضمان ألا تكون غزة مصدر تهديد

اختتم الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، اجتماعهما للمرة الثانية خلال أقل من 24 ساعة، بدون مؤتمر صحافي أو إعلان مشترك بعد لقاء هو الرابع بينهما خلال 6 أشهر، حيث تصدّرت قضية وقف الحرب الإسرائيلية على غزة مجريات الحديث داخل المكتب البيضاوي.
وقال نتنياهو في تصريحات لاحقة: “لقد عقدت اجتماعاً آخر اليوم مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض، ثم اجتماعاً قصيراً مع نائب الرئيس (جي دي) فانس، ركزنا على الجهود الرامية إلى تحرير المختطفين.. نحن لا نتوقف عن هذا المسعى ولو للحظة، وبات ممكناً بفضل الضغط العسكري الذي يمارسه جنودنا الأبطال”.
وأضاف في مقطع فيديو على صفحته الرسمية باللغة العبرية على منصة إكس: “للأسف، هذا الجهد يكلفنا ثمناً مؤلماً يتمثل في سقوط خيرة أبنائنا، لكننا مصممون على تحقيق جميع أهدافنا: تحرير جميع المختطفين – سواء كانوا أحياء أو شهداء، والقضاء على القدرات العسكرية والحكومية لحماس، وبذلك نضمن ألا تكون غزة مصدر تهديد لإسرائيل بعد الآن”.
وتابع نتنياهو في الحديث الموجه للإسرائيليين: “ناقشنا أيضاً التداعيات والفرص التي أتاحها النصر الكبير الذي حققناه على إيران.. وهناك إمكانيات لفتح آفاق جديدة نحو توسيع دائرة السلام وتعزيز اتفاقيات أبراهام، ونحن نعمل على ذلك بكل قوة”.
واختتم رئيس الوزراء الإسرائيلي حديثه قائلاً: “كما عبرت للرئيس ترامب عن تقديركم، مواطني إسرائيل، لدعمه لنا، وللخطوات الحاسمة التي اتخذها، وللجهود المشتركة التي نبذلها اليوم من أجل مستقبل عظيم للشرق الأوسط ومستقبل عظيم لدولة إسرائيل”.
وفد قطري في واشنطن
وكان الاجتماع بين ترامب ونتنياهو عقد في المكتب البيضاوي للبيت الأبيض، ووصل رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى هناك بدون حضور إعلامي لتغطية وصوله، من أجل مقابلة ترامب الذي أكد أن “اللقاء سيركز بشكل شبه حصري على غزة”، واصفاً الوضع فيها بأنه “مأساة”، مشدداً على رغبة مشتركة بين الأطراف كافة لإنهائه.
وقال الرئيس الأميركي: “علينا حلها.. غزة مأساة.. إنه (نتنياهو) يريد حلها، وأنا أريد حلها، وأعتقد أن الجانب الآخر (حماس) يريد حلها أيضاً”.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن مصدر مطلع على التفاصيل قوله إن وفداً قطرياً وصل إلى واشنطن لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، وهو ما أكده موقع “أكسيوس” الأميركي.
وأوضح المصدر أن الوفد القطري وصل إلى الولايات المتحدة قبل اللقاء الثاني بين ترمب ونتنياهو، وفي الوقت الذي لا تزال فيه وفود حماس وإسرائيل تواصل التفاوض في العاصمة القطرية الدوحة في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
الضغوط الأميركية على إسرائيل
بحسب الصحيفة، فقط في حوالي الساعة 12:30 بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء (بتوقيت دبي) أبلغت وزارة الخارجية الإسرائيلية الصحافيين الإسرائيليين أن الاجتماع قد بدأ بالفعل.
وبعد حوالي ساعة ونصف غادر نتنياهو البيت الأبيض دون الإدلاء ببيان مشترك مع ترمب. في وقت لاحق، أصدر مكتب نتنياهو بياناً، اكتفى فيه بأن يقول إن نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس كان حاضراً في الاجتماع.
ونقلت قناة “سكاي نيوز” البريطانية عن مصدرين شاركا في مفاوضات وقف إطلاق النار قولهما إن ترمب يمارس ضغوط “شديدة” على نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة، وأضافا: “لقد بدأ الضغط الأميركي على إسرائيل.. والليلة ستكون ثقيلة”.
كما نقلت عن مصدر دبلوماسي شرق أوسطي أن الضغوط الأميركية على إسرائيل ستكون مكثفة، وأفيد لاحقاً أن رجل الأعمال الأميركي الفلسطيني الذي يتوسط بين الولايات المتحدة وحماس، بشارة بحبح، نقل رسالة من ترامب إلى حماس مفادها أن القتال لن يستأنف بعد وقف إطلاق النار الذي من المقرر أن يدوم 60 يوماً.
وينص المخطط الذي ناقشه الطرفان في قطر على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، وإطلاق سراح نصف المحتجزين الذين تم تعريفهم على أنهم أحياء (10) على مرحلتين، 8 في اليوم الأول واثنان في اليوم الخمسين، وعودة 18 محتجزاً سقطوا على 3 مراحل.
وفي المقابل يتم إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وزيادة المساعدات الإنسانية لغزة، وسيكون ترامب ضامناً بتواصل المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب.
الانسحاب من فيلادلفيا 2
وقال مصدر في الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن إن الاتفاق بحلول نهاية الأسبوع ممكن، لكنه شدد على أن هذه “محادثات حساسة”.
ولفتت “يديعوت أحرونوت” إلى أن الليلة الماضية، بعد يوم من التقارير وإشارة قليلة جداً من إسرائيل إلى المفاوضات الجارية في الدوحة، أعلن مبعوث ترمب، ستيف ويتكوف، أن عدد القضايا المتنازع عليها انخفض من 4 إلى واحدة. كما أعرب عن أمله في التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية الأسبوع.
ووفقاً للمصدر في الوفد الإسرائيلي، يتعلق الخلاف الرئيسي بانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وتحديداً الانسحاب من محور موراج والمنطقة الواقعة جنوبه.
ويقع محور موراج إلى الجنوب من خان يونس، ويحيط بمدينة رفح المدمرة، التي تقع في جنوب قطاع غزة، بالقرب من الحدود مع مصر.
وقد أطلق نتنياهو على طريق موراج اسم “طريق فيلادلفيا 2” قبل نحو ثلاثة أشهر. وكان يصر على البقاء هناك حتى على حساب عدم المضي قدماً في صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، وعلى الرغم من تعارض ذلك مع موقف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.