هدنة محتملة في غزة: مفاوضات شاقة وتفاصيل فنية معلّقة

قطاع غزة – مصدر الإخبارية 

قالت مصادر فلسطينية مطلعة، اليوم الخميس، إن حركة حماس تتجه نحو الموافقة على المقترح المطروح لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، لكنها لم تتخذ قرارا نهائيا بعد، وتواصل حاليا التشاور مع الفصائل والقوى الفلسطينية المختلفة قبل تسليم ردها الرسمي للوسطاء.

وذكرت تقارير إسرائيلية، مساء الخميس، أن التقديرات في تل أبيب تشير إلى أنّ “حماس سترد على المقترح الأخير، الليلة”.

وتقدِّر إسرائيل بأن “الردّ سيكون إيجابيًا، وسيُتيح إرسال وفود لإجراء ’محادثات تقريبية’، بشكل فوريّ، بمفاوضات يُرجَّح أن تُعقد في العاصمة القطرية، الدوحة.

وقالت القناة الإسرائيلية 12، إنّه في حال وصول مساعي وقف الحرب إلى مرحلة يتمّ فيها إرسال وفد إسرائيليّ للدوحة؛ فإنّ ذلك يعني أنه سيتمّ في الغالب التوصّل لاتفاق فعلا.

ووصفت التقارير ذلك بأن الساعات المقبلة بأنها “بالغة الأهمية، في ما يتعلق بقضية الرهائن”.

وفي وقت سابق الخميس، أوضحت المصادر التي تحدثت لوكالة “الأناضول” الرسمية التركية، مفضلة عدم الكشف عن هويتها، أن الولايات المتحدة ومصر وقطر قدمت “ضمانات واسعة” لتنفيذ الاتفاق (لم توضحها)، مشيرة إلى أن تركيا قد تكون ضمن قائمة الدول الضامنة للاتفاق.

ولفتت المصادر إلى أنه “لا تزال هناك نقاشات مستمرة حول عدد من التفاصيل الفنية”، من بينها “آليات إدخال المساعدات الإنسانية، خرائط الانسحاب، وترتيبات ما بعد فترة الهدنة البالغة 60 يوما”، في حال لم تكن هذه الفترة كافية للتوصل إلى اتفاق شامل ونهائي إضافة لتفاصيل أخرى.

ووفقا للمصادر، فإن حماس ستسلم ردها الرسمي خلال اليومين المقبلين كحد أقصى.

وأفادت مصادر مطلعة بأن وفدًا قطريًا سيصل، اليوم، إلى العاصمة المصرية القاهرة، في إطار مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وذلك في أعقاب وصول وفد من حماس مساء أمس، تمهيدًا لمناقشة تفاصيل المقترَح المطروح، وضمانات أميركية لإنهاء الحرب.

والأربعاء، أفادت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”) أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، يسرائيل كاتس، أبديا موافقة مبدئية على المقترح المطروح لصفقة تبادل الأسرى، خلال نقاشات مغلقة جرت مؤخرًا.

فيما أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، غدعون ساعر، في إحاطة للصحافيين، “قبول تل أبيب لمقترح ويتكوف”، وأشار إلى وجود ما سماها “مؤشرات إيجابية” على إمكانية التوصل إلى صفقة لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار في غزة.

وقالت حماس، في بيان صدر عنها أمس، إنها تجري مشاورات حول مقترحات تلقتها من الوسطاء، للتوصل إلى اتفاق يضمن إنهاء الحرب، وانسحاب إسرائيل من غزة، وإغاثة الفلسطينيين، علما بأن الحركة أعلنت مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “دفعة واحدة”، مقابل إنهاء الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.

والثلاثاء، ادعى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن إسرائيل قبلت “الشروط اللازمة” لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، معربا عن أمله في أن توافق عليها حماس. علما بأن المقترح المطروح بشمل وقف إطلاق النار لـ60 يوما، يتم خلاله تسليم 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثمانا.

في المقابل، أفادت “كان 11″، اليوم الخميس، أن إسرائيل تعتزم المطالبة ببقاء جيش الاحتلال في محور “موراغ”، الواقع بين خانيونس ورفح ويشمل بحكم الأمر الواقع محور صلاح الدين “فيلادلفي” الحدودي مع مصر، حتى في حال التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن الصيغة الواردة في مقترح المبعوث الأميركي، ويتكوف، تنص على أن “إسرائيل ستنسحب إلى مواقع قريبة من تلك التي كانت فيها خلال وقف إطلاق النار السابق”، ما يعني عمليًا الانسحاب من محور موراغ وعدم البقاء فيه خلال الهدنة.

وتأتي تصريحات المصادر الفلسطينية لوكالة “الأناضول” على خلفية تواجد وفد من قيادتها على رأسه رئيس مجلس الشورى والمجلس القيادي للحركة، محمد درويش، في العاصمة التركية أنقرة، حيث أجرى سلسلة لقاءات رفيعة المستوى مع المسؤولين الأتراك.

وجاء في بيان صدر عن حماس، اليوم، أن الوفد التقى خلال اليومين الماضيين بوزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، وبرئيس جهاز المخابرات إبراهيم كالن، وبحث معهما تطورات “العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة”، والجهود الدولية لوقف الإبادة الجماعية ورفع الحصار.

وأضاف البيان أن المباحثات تناولت سبل تعزيز التحرك الإقليمي والدولي من أجل إنهاء الحرب الجارية، إلى جانب دعم جهود الإغاثة الإنسانية العاجلة لسكان القطاع المحاصر. من جهتها، أكدت القيادة التركية خلال اللقاءات “حرصها على وقف الحرب على قطاع غزة”، مشيرة إلى أن هذا الملف يشكل أولوية في تحركات أنقرة الإقليمية والدولية.

اقرأ/ي أيضاً: التفاصيل الكاملة للمقترح الأمريكي المقدم لحماس لوقف إطلاق النار