منظمات حقوقية تحذر مؤسسة غزة الإنسانية من تواطؤها المحتمل بجرائم حرب

وكالات-مصدر الإخبارية

حذرت 15 منظمة حقوقية “مؤسسة غزة الإنسانية” من تواطؤ محتمل في جرائم حرب بقطاع غزة، داعيا إلى وقف عملياتها التي تشهد فوضى وسقوط شهداء.

وقالت المنظمات في رسالة مفتوحة، اليوم الثلاثاء، إن “هذا النموذج الجديد في توزيع المساعدات” بواسطة جهة خاصة ومسلّحة “يشكل تغييرا جذريا وخطرا مقارنة بالعمليات الإنسانية الدولية المعمول بها”، وقد دانت المنظمات ما وصفته بنظام “غير إنساني وفتّاك”.

ودعت جميع الجهات والأفراد الذين دعموا أو يدعمون عمل هذه المؤسسة في مراكز التوزيع إلى وقف نشاطها.

وحذرت من أن عدم القيام بذلك من شأنه أن يعرض هذه المنظمات ومسؤوليها وممثليها ووكلاءها لمسؤوليات جنائية ومدنية بالتواطؤ في جرائم بموجب القانون الدولي، بما في ذلك جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أو إبادة جماعية، وانتهاك القانون الدولي، والقانون الأميركي، وغيره.

وتضم قائمة موقعي الرسالة المفتوحة “الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان” و”المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان” و”المركز الأميركي للحقوق الدستورية” وأيضا “لجنة الحقوقيين الدولية”.

وترفض الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية غير حكومية العمل مع مؤسسة غزة الإنسانية، المنظمة ذات التمويل الغامض والمدعومة من الولايات المتحدة و”إسرائيل”، وذلك بسبب مخاوف بشأن إجراءاتها وحيادها.

وبحسب وزارة الصحة في غزة، فقد قُتل 450 شخصا وجُرح نحو 3500 آخرين منذ أن بدأت “مؤسسة غزة الإنسانية” توزيع المساعدات أواخر أيار/مايو، وذلك أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط التوزيع.

وتنفي المؤسسة وقوع أي حوادث داخل مراكزها، وتؤكد أن طواقمها تواصل “تسليم الطعام بأمان”، وتقول إن وفيات وقعت بالقرب من قوافل الأغذية التابعة للأمم المتحدة.

وكان المتحدث السابق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، كريستوفر غانيس، قال في تصريحات إعلامية قبل أيام، إن هذه المؤسسة يديرها “مجموعة من قدامى المحاربين، والمرتزقة، والجنود السابقين الذين خلعوا زيهم العسكري”.

وأوضح أن القائمين على إدارتها “يتظاهرون بأنهم يقدمون المساعدات الإنسانية، لكنهم ليسوا كذلك، فإن الهدف منها هو تحويل المساعدات إلى سلاح”.

وحذر المسؤول الأممي السابق من أن تؤدي أنشطة هذه المؤسسة المشبوهة للمزيد من “العنف والاضطرابات في قطاع غزة”.

وأضاف غانيس: “التطهير العرقي والتهجير القسري، جزء مهم جدا مما تحاول إسرائيل تنفيذه، وهناك أيضا استخدام الجوع كسلاح حرب، وهذه هي الحقيقة الأساسية”.

وتابع: “لا يمكنهم إخفاء الإبادة الجماعية، هذا جزء من نية إسرائيل للقيام بالإبادة الجماعية، والأمريكيون يدعمون ذلك”، لافتا إلى أن واشنطن تزود إسرائيل بالأسلحة في إطار دعمها للإبادة.

وترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وبدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة نحو 187 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.

“مؤسسة غزة الإنسانية” تقرّ بفشلها في توزيع المساعدات بغزة –