تقارير استخباراتية: خطة إيرانية لضرب قواعد أميركية إذا دخل ترامب الحرب
"نيويورك تايمز": طهران قد تلجأ لزرع ألغام في مضيق هرمز لتقييد السفن الأميركية

أفادت صحيفة “نيويورك تايمز“، نقلاً مسؤولين أميركيين مطلعين على تقارير استخباراتية، الثلاثاء، بأن إيران أعدت صواريخ ومعدات عسكرية أخرى لضرب القواعد الأميركية في الشرق الأوسط، وذلك في حال قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب دخول الحرب التي تشنها إسرائيل.
وأرسلت الولايات المتحدة مؤخراً قرابة 30 طائرة للتزود بالوقود إلى أوروبا، بهدف دعم المقاتلات التي تحمي القواعد الأميركية، أو لزيادة مدى القاذفات التي قد تُستخدم في ضرب محتمل على المنشآت النووية الإيرانية، بحسب الصحيفة.
وتتزايد مخاوف المسؤولين الأميركيين من اندلاع حرب إقليمية واسعة، في الوقت الذي تضغط فيه إسرائيل على البيت الأبيض للتدخل في صراعها مع إيران.
وبحسب المسؤولين الأميركيين، فإن تدخل الولايات المتحدة في الهجوم الإسرائيلي واستهداف منشأة “فوردو” النووية المدفونة تحت جبل، سيقود على الأرجح إلى تصعيد إقليمي، يشمل استئناف الحوثيين في اليمن هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، وشن جماعات مسلحة موالية لطهران في العراق وسوريا هجمات على قواعد أميركية.
كما رجّحت مصادر، أن تلجأ إيران إلى زرع ألغام في مضيق هرمز بهدف تقييد حركة السفن الحربية الأميركية في الخليج.
وقد رُفعت حالة التأهب في القواعد الأميركية المنتشرة في المنطقة، إذ تحتفظ واشنطن بأكثر من 40 ألف جندي.
“مهاجمة القواعد الأميركية”
وقال مسؤولان إيرانيان لـ”نيويورك تايمز”، إن طهران سترد مباشرة بمهاجمة القواعد الأميركية في حال شاركت واشنطن في الحرب، بدءاً من تلك الموجودة في العراق، مروراً بأي قاعدة داخل أي دولة تشارك في الهجوم على إيران.
وبحسب المسؤولين الأميركيين، فإن إيران لا تحتاج إلى وقت طويل للاستعداد لضرب القواعد الأميركية في المنطقة.
وتزايدت احتمالات التدخل الأميركي المباشر خلال الأيام الأخيرة، مع تصعيد إسرائيل هجماتها، ورد إيران بموجات من الصواريخ.
ورغم ذلك، لا يزال من غير الواضح حجم الضرر الذي قد تلحقه الضربة الأميركية على منشأة فوردو النووية، خاصة وأن طهران خزنت جزءاً كبيراً من اليورانيوم المخصب في أنفاق سرية.
ويرى مسؤولون في واشنطن، أن إسرائيل بحاجة إلى دعم أميركي لإلحاق أضرار استراتيجية بمنشآت إيران النووية، وقد يشمل الدعم غطاء جوياً لعمليات خاصة داخل الأراضي الإيرانية، أو توجيه ضربات مباشرة باستخدام قاذفات B-2 الأميركية المزودة بقنابل خارقة للتحصينات، القادرة نظرياً على اختراق الجبل الذي يحمي منشأة فوردو.
لكن أي ضربة أميركية، سواء مباشرة أو عبر دعم إسرائيلي، ستؤدي إلى رد من إيران وحلفائها. وقد سبق أن أثبتوا قدرتهم على إلحاق ضرر بالقوات الأميركية، كما حدث في يناير 2024، حين نفذت جماعة مسلحة مدعومة من إيران هجوماً بطائرة مسيرة على قاعدة أميركية في حدود سوريا والأردن، أسفر عن سقوط 3 جنود أميركيين.
وعلى الرغم من أن وكالات الاستخبارات الأميركية تقدر أن إيران باتت قريبة من القدرة على تصنيع سلاح نووي، إلا أنها لم تتخذ قراراً بالمضي في تطويره حتى الآن. وإذا قررت ذلك، فإنها ستكون بحاجة إلى أقل من عام لإنتاج سلاح فعال، أو بضعة أشهر فقط لصنع قنبلة بدائية.
وشدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مراراً، على أنه لن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وقال إن على طهران “الاستسلام دون شروط”.
ومع ذلك، يرى بعض المسؤولين الأميركيين، أن الهجمات الإسرائيلية قد تدفع إيران لتغيير حساباتها، وتتبنى مسار تطوير ردع نووي كامل.
وأشار خبراء لـ”نيويورك تايمز”، إلى أن “مشاركة الولايات المتحدة في الحرب سيضاعف حوافز إيران لامتلاك سلاح نووي”.
وقال مسؤولون أميركيون متشككون في الحرب الإسرائيلية على إيران، إن هذه الحملة العسركية ربما أقنعت إيران بأن الطريقة الوحيدة لمنع الهجمات المستقبلية هي امتلاك رادع نووي.
وذكر المسؤولين، أنه في حال قررت إيران المضي قدماً بامتلاك سلاح نووي، فقد تزداد الضغوط على إدارة ترامب لتوجيه ضربة عسكرية.