فصائل وشخصيات تدين مجزرتين بحق منتظري المساعدات بخان يونس

دانت فصائل وشخصيات فلسطينية، المجازر الجديدة التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بحق منتظري المساعدات، صباح اليوم الثلاثاء، شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، معتبرة الشركات المسؤولة عن توزيع المساعدات أدوات للقتل الجماعي للمجوعين.
ووصفت الفصائل والشخصيات الجرائم بأنها حلقة جديدة في مسلسل حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، مؤكدين أن استهداف المدنيين تحت ذريعة تقديم المساعدات الإنسانية يمثل تجاوزًا خطيرًا لكل القوانين والأعراف الدولية، ويعكس استهتارًا مروّعًا بحياة الأبرياء.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان، إن القصف المتعمد لمنتظري المساعدات يمثل دليلاً قاطعًا على أن الاحتلال يشن حرب إبادة موصوفة تستهدف قتل أكبر عدد ممكن من أبناء الشعب الفلسطيني.
وحملت الحركة الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه الجرائم، متهمة إياها بتحويل مراكز توزيع المساعدات إلى مصائد للجوعى، بالإضافة إلى دعمها العسكري للجيش الإسرائيلي في تنفيذ هذه الجرائم.
كما ناشدت وسائل الإعلام بمواصلة كشف جرائم الاحتلال وتفويت الفرصة على الكيان في ارتكاب مجازر خارج التغطية.
بدورها، دانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هذه الجريمة، مؤكدة أن المجزرة التي استهدفت المدنيين المحاصرين شرقي خانيونس هي جزء من مسلسل القتل الجماعي الممنهج بحق شعب غزة.
وأشارت الجبهة في بيان، إلى استغلال الاحتلال للحرب العدوانية الأمريكية-الصهيونية على إيران لتغطية جرائمه، وسط تعتيم إعلامي متعمد.
وأكدت الجبهة أن ما تُسمى بـ”شركات المساعدات” أصبحت أدوات قتل منظمة تُستخدم لجمع المدنيين المحاصرين تحت وعود إنسانية ثم استهدافهم، في آلية مدروسة تدار تحت غطاء إنساني كاذب. ودعت الجبهة أحرار العالم والحركات المناهضة للاستعمار للتحرك العاجل لكسر الصمت ووقف الحرب الشاملة على الشعب الفلسطيني.
من جهته، قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، إن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بحق الجوعى في خان يونس وإعدام أكثر من 53 شهيدا وجرح العشرات أثناء انتظارهم للمساعدات جريمة حرب ووصمة عار وإهانة للقيم الإنسانية والقانون الدولي الإنساني ونتيجة طبيعية للدعم اللامحدود من الإدارة الأميركية.
وأضاف في بيان صادر عن المجلس الوطني، أن حجم الصواريخ والقنابل التي أُلقيت على المدنيين منذ بدء العدوان قبل 618 يوما، يفوق بأضعاف مضاعفة حجم المساعدات التي سمح بإدخالها ما يكشف زيف الادعاءات الإنسانية، ويؤكد أن هذه الحرب تستهدف الوجود الفلسطيني بكل تفاصيله، أرضا وشعبا وحياة.
وأشار فتوح، إلى أن تحويل نقاط توزيع الغذاء إلى مسارح قتل يعد جريمة مكتملة الأركان مخطط لها بشكل إجرامي تقودها عقلية استعمارية حاقدة تستخدم سلاح الجوع كوسيلة للإبادة والتطهير العرقي في ظل عدم وجود رد فعل دولي وصمت مهين .
وأكد، أن هذه المجزرة التي تحدث بشكل يومي تمثل تصعيدا خطيرا في سجل الجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين، وتضع المجتمع الدولي، والمؤسسات الدولية، والهيئات الحقوقية أمام مسؤولية عاجلة لكسر دائرة الإفلات من العقاب وفرض آليات حماية دولية فاعلة.
ودعا فتوح، كافة وسائل الإعلام الحرة إلى تسليط الضوء على هذه المذابح وفضح الرواية الرسمية للاحتلال التي تحاول تبرير قتل الأبرياء، كما دعا إلى توثيق عمليات الإعدام الجماعي ونقل الحقيقة كما هي كي تعرف شعوب العالم حجم فاشية واجرام حكومة الاحتلال اليمينية.
ولفت إلى أن دماء الضحايا من الأطفال والنساء والابرياء الذين يموتون جوعا هي اختبار لمصداقية القوانين والقرارات الدولية والاممية ونداء عاجل للضمير العالمي “أوقفوا القتل اكسروا الحصار وأنقذوا الشعب الفلسطيني من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري”.
وصباح اليوم، استشهد 51 فلسطينيا وأُصيب 200 جريح بنيران الاحتلال الإسرائيلي، خلال انتظارهم تسلّم المساعدات الأمريكية في خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في تصريحٍ صحفي أنّ 51 شهيدًا و200 إصابة من بينها 20 حالة خطيرة جداً، وصلوا إلى مجمع ناصر الطبي نتيجة مجزرة الاحتلال بحق المواطنين المنتظرين للمساعدات على دوار التحلية في محافظة خانيونس.
وأشارت “الصحة” أن أقسام الطوارئ والعناية المركزة والعمليات تشهد حالة من الاكتظاظ الشديد مع وصول العدد الكبير من الإصابات والشهداء، حيث وُصف المشهد في المستشفى بـ”الكارثي جداً”.