في غزة: لا أضاحٍ وزينة ولا حجاج.. العيد يمر بصمت ثقيل

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

في هذه الأيام تنشغل غزة بالاستعداد لاستقبال عيد الأضحى، بشراء الأضاحي من سوق المواشي وتحضير الكعك والمعمول والشكولاتة والزينة، إلا أن حرب الإبادة الجماعية حرمت الغزّيين من الاحتفال بهذه الطقوس.

هذا العيد الرابع على غزة يحل بلا أضاحي ولا حجيج وغياب طقوس الفرح، إذ تعيش غزة مجاعة لم يستطيعوا فعل أي شيء لفرحة العيد تضاعفت أسعار السلع الغذائية، مزارع المواشي تدمرت محلات الحلويات مغلقة.

في هذه الأيام اعتاد المواطنين الذهاب إلى الأسواق لشراء ملابس العيد والزينة والحلويات، فباتت المحال التجارية خالية من بعض الملابس والناس، فأصبحت أولويتهم الحصول على الدقيق والطعام فقط، بالإضافة إلى حرمانهم من أداء مناسك الحج.

“فرحتنا بالعيد معدومة”، تقول الستينية فايزة حجازي التي حرمت للمرة الثانية من أداء مناسك الحج، معربًة عن استيائها من الحرب التي ألقت بظلالها على الغزيين وحرمانهم من طقوس العيد خاصة الأطفال.

تقول فايزة لـ”شبكة مصدر الإخبارية”: “بشوف الفيديوهات عن الحج بتحسر لأني مش معهم للسنة التانية ما أقدر أسافر بسبب الحرب فالعيد أصبح يمر بشعور ثقيل على قلبي”.

وتلفت إلى أنّ ما يخفف عنها هذا القهر أنها ليست وحدها حرمت من أداء مناسب الحج فالكثير أيضًا باتت تمر عليهم الأعياد دون فرحة الذهاب إلى الحج، متمنية أن تكون مع جموع الحجيج العام القادم.

تمنع إسرائيل للعام الثاني على التوالي إدخال الأضاحي، وبهذا يحرم الغزّيين من أداء شعيرة الذبح في يوم عيد الأضحى، إذ كانت تصل حصة الفرد الذي يرغب بأضحية العجل نحو 500 دولار أمريكي، فاليوم فالرقم تضاعف إلى أكثر 2700 دولار.

سعيد الحاج اعتاد على شراء على أضحية العيد بمشاركة أشقائه الأربعة، إلا أنّ الحرب نغصت عليهم فرحة التجهيزات، فبات يبحث عن الطعام والدقيق لعائلته بدلًا من الأضاحي.

ويخبرنا: “الحرب سرقت فرحة العيد في غزة عن وجوه الأطفال الذين كانوا يحسبون له بالأيام والساعة لشراء الملابس الجديدة وانتظار الحلويات والعيدية، كل هذه المظاهر اختفت تمامًا عن الأسواق والشوارع”.

ويتابع: “أسعار الأضاحي هذا اليوم مكلفة جدًا ولم يبقَ معنا لشراء الأضحية، فنقتصر على شراء مستلزماتنا الأساسية في ظل المجاعة التي نعيشها فالاحتلال يتعمد أنّ نموت جوعًا ويحرمنا من فرحة الأعياد”.

ويتمنى سعيد أنّ تنتهي الحرب على غزة، وتعود الحياة إلى طبيعتها كما كانت في السابق، ويعيشوا فرحة طقوس العيد.

أما نسمة غبن اعتاد قبل العيد على شراء الزينة وملابس العيد لأطفالها، لكنها الآن تبحث عن مكان آخر لوضع خيمتها بمدينة غزة بسبب القصف والنزوح المستمر، كادت أن تنسى بقدوم عيد الأضحى خلال يومين.

تقول نسمة لـ”شبكة مصدر الإخبارية”: “غابت الطقوس كنت زي اليوم أجهز شقتي بالزينة وتفقد احتياجات أولادي للعيد كانت فرحتهم لا تسعهم ينامون وملابسهم في حضنهم اليوم يحضنون حقائب النزوح بجسدهم الهزيل ووجوههم الشاحبة”.

العيد في غزة

وتضيف: “إلى أي حال وصلنا أصبحنا لا نعرف معنى الفرحة خاصة الأعياد باتت تمر بصمت ثقيل على القلوب المكلومة، أي مظاهر سنعيشها وأبناء غزة يموتون في كل ثانية يتضورون جوعًا”.

وتعرب عن أملها أن يكون العيد القادم فرحة على الغزّيين الذين حرموا من معاني الحياة ونعيش نهاية الحرب للأبد، قائلًة: “بكل عيد نستقبله أبكي من قلبي بعد غياب طقوسنا ومنازلنا”.

اقرأ/ي أيضًا: مجاعة الكلاب والقطط في غزة: أصدقاء الإنسان يتضورون جوعًا