حين يصبح الطعام أمنية والخُبز معجزة

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

فقط في قطاع غزة، المعكرونة ليست وجبة سريعة التحضير بكل ما لذ وطاب، بل بديلًا عن الدقيق الذي نفد من القطاع وسعره فاق الخيال، فالنساء حولت المعكرونة إلى الخبز لسد جوع عائلاتهن.

تنظر رغدة صيام إلى وعاء مليء بالماء وبداخله المعكرونة تراقبه كيف ينتفخ لمدة 24 ساعة، ومن ثم تبدأ تفركها مع القليل من الدقيق لتصبح عجينة متماسكة ومن ثم تتجه إلى الفرن ويدها على قلبها هل سيصلح للطعام ويشبه الخبز الذي تعرفه أم لا.

تقول رغدة لـ”شبكة مصدر الإخبارية” :وصل سعر كيس الطحين إلى 400 دولار ولا يوجد أي دخل مادي نعيش على التكيات والمساعدات التي توقفت عن العمل أيضًا، فكان البديل نعمل من المعكرونة خبز”.

وتضيف أنها شاهدت فيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن كيفية تحويل المعكرونة إلى دقيق، فقمت بالمغامرة للمرة الأولى فكانت جيدة خاصة أنها تسد جوع الأطفال.

وتتساءل: “اليوم عثرنا على معكرونة ومع الإقبال الشديد له سيختفي من الأسواق؟، إلى متى سنبقى نعاني من المجاعة التي عادت مرة أخرى، والكثير منا لا يستطيع شراء الطحين والطعام؟”.

أما الحاجة أم أمجد فهي الأخرى تشكو من اختفاء الدقيق من الأسواق، فلجأت إلى بديل الخبز وهي المعكرونة، وإقناع عائلتها بأنها خبز حقيقي.

تروي أم مجد لـ”شبكة مصدر الإخبارية”: “الطحين سعره خيالي نحتاج إلى قرض لشراء كيس واحد يكفي شهر على الأقل، فكان هناك بديل آخر وهي المعكرونة وحاولت أضيف الأرز لتكون الكمية أكبر”.

أخذت العجينة بعد طحنها مع إضافة الخميرة والملح، وشكلتها لأقراص صغيرة أوقدت فرن الحطب وشكلت الأقراص وبدأت تخبزها بعض الأقراص تمزقت وتواسي نفسها أفضل من أن نبقى جائعين سنأكله كيفما كان.

وتناشد أم أمجد الجهات المختصة بالوقوف بجانب المواطنين وتوفير الدقيق للمكلومين في غزة، أو ضبط الأسعار تناسب الجميع كي لا يعيشوا مجاعة قد تؤدي لخسارة أرواح بشرية.

وسابقًا، حذر المرصد الأورومتوسطي الإنسان من تفاقم المجاعة في قطاع غزة إلى مستويات كارثية، في ظل استمرار الحصار الشامل وغير القانوني الذي تفرضه إسرائيل منذ 63 يومًا، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والأدوية والسلع الأساسية.

عائلة ماجدة اللوح تضطر لتناول الخبز المصنوع من المعكرونة، لكي يسدوا جوعهم على الرغم من رفضهم هذا البديل ولكن الخوف من الجوع والموتـ اضطروا لتناوله مع قليل من الزعتر والدقة، لكي يصبح طعمه مقبولًا.

تروي ماجدة لـ”مصدر الإخبارية”: “نخاف من ارتفاع سعر المعكرونة مثل الطحين، فلا يوجد شيئًا إلا ووجدنا له بديل ولكن الأن لا بديل استخدمنا أعلاف الحيوانات والقمح والمعكرونة، إن استمرت المجاعة سنموت فعليًا”.

تشير إلى أنّ الدقيق سعره باهظ تحاول الشراء بالكيلو لكنه لا يكفي سوى يومٍ واحد على الأقل، والمعكرونة نظرًا للإقبال عليها بات سعرها أيضًا 30 شيكلًا.

وتتابع: “التجار عندما يروون إقبالًا على نوع من السلع الغذائية يقومون برفع سعره كأنه اتفق مع إسرائيل علينا في الحرب والمجاعة”.

وتطالب ماجدة وزارة الاقتصاد وجهات الاختصاص بردع التجار الذين يرفعون الأسعار أمام المواطنين في غزة، وإيجاد وسيلة بيع بديلة كي لا تتفشى المجاعة.

ومنذ 2 آذار/مارس الماضي، منعت إسرائيل دخول جميع الإمدادات التجارية والإنسانية إلى قطاع غزة، فيما أوشكت مخزونات الغذاء على النفاد، وارتفعت الأسعار بأكثر من 500% منذ تشرين أول/أكتوبر 2023، مما أدى إلى تفاقم سوء التغذية لا سيما بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضى وكبار السن، الذين يشكّلون الفئات الأكثر ضعفًا وتأثرًا بالأزمة.

اقرأ/ي أيضًا: وسط تحذيرات صحية.. الطحين الفاسد يغزو موائد الغزيين