دلياني: رؤية صهيونية إبادية تُعيد تشكيل جغرافيا غزة بدماء أطفالنا
المجازر وسيلة لإعادة ضبط الواقع الفلسطيني وفق خيال استيطاني متطرف

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية
قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إنّ “ما يجري في المناطق الحدودية لقطاع غزة هو تنفيذ حرفي لمخطط استعماري يستند إلى عقيدة تطهير عرقي تُوظّف أدوات الابادة الجماعية في خدمة رؤية صهيونية تسعى إلى إعادة تشكيل الجغرافيا الفلسطينية بدماء أهلها.”
وأوضح دلياني أن “الاحتلال الإسرائيلي لا يكتفي بتدمير المنازل والمنشآت، بل يسعى إلى محو مقومات الحياة من جذورها، عبر اجتثاث المجتمعات المحلية، وتفكيك البنية المدنية، وتدمير ما يفوق ٧٠٪ من الأراضي الزراعية ومصادر الدخل الحيوي الممتدة على طول الشريط الحدودي، ضمن ما يُسمّى بـ’المنطقة العازلة’ التي تشكل في حقيقتها نواة ضم استيطاني.”
وشدد القيادي الفتحاوي على أنّ “هذه ‘المناطق العازلة’ كما يسميها الاحتلال والمتواطئين معه، ليست إلا غلافاً لفظياً لعملية تطهير عرقي منظمة، تهدف إلى إعادة هندسة الوجود الفلسطيني ديموغرافياً عبر الطرد القسري، وهي سياسات أصبحت تُعبَّر عنها علناً من قبل رموز القرار في دولة الاحتلال، تحت غطاء سيادي عسكري مطلق يمنح المشروع الاستيطاني بعداً تنفيذياً مباشراً.”
وأكد دلياني أن “ما نشهده في غزة هو تجلٍّ صارخ لعقيدة استعمارية دموية، ترى في المجازر وسيلة لإعادة ضبط الواقع الفلسطيني وفق خيال استيطاني متطرف، يدمج ما بين الهيمنة على الأرض ومحاولة سحق الإرادة الوطنية لشعبنا. فمعالم النكبة الثانية لا تُرسم هذه المرة بالنكوص السياسي أو بقرارات الأمم، بل بصواريخ عشوائية، وقذائف موجهة، وإعدامات ميدانية، وجرافات تسير فوق الأحياء السكنية كأنها تمحو الذاكرة والتاريخ معاً.”