دلياني: اختطاف “أيباك” للقرار السيادي الأميركي في المنطقة يغذي جرائم الإبادة الإسرائيلية

تعرية هذا الفساد السياسي العميق، الذي حول الولايات المتحدة إلى أداة لخدمة مصالح دولة ترتكب إبادة جماعية، يعد واجباً وطنياً فلسطينياً ملحاً.

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية

أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن التسجيل الصوتي المسرّب من قمة “أيباك” لعام 2025 يكشف عن اختراق مؤسسي عميق لمنظومة القرار السياسي والأمني الأميركي، حيث تم تثبيت الولاء الاستراتيجي لدولة الاحتلال الإسرائيلي ضمن البنية الهيكلية العليا لصناعة القرار الأميركي، مما أدى إلى تقويض سيادة القرار الأميركي لصالح المشروع الاستعماري العسكري الإسرائيلي متواصل ومجازر الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني.

وقال دلياني: “إن ما كشفه التسريب حول قيام إليوت براندت، المدير التنفيذي للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك)، بتجنيد كل من وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، ومدير الأمن القومي الأميركي مايك والتز، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جون راتكليف، لخدمة السياسات الإسرائيلية، يشكل خرقاً بنيوياً صارخاً لسيادة القرار الأميركي، ويؤكد أن أولويات الاحتلال الإسرائيلي أصبحت مدمجة بشكل مؤسساتي في منظومة الأمن القومي الأميركي، على حساب حياة أطفالنا.”

وأضاف القيادي الفتحاوي: “إن إشراف دانا سترول، نائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي السابقة لشؤون الشرق الأوسط، على تسريع نقل الذخائر من مخازن البنتاغون إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال 48 ساعة فقط من السابع من تشرين الأول 2023، مع اعترافها أمام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن الاحتلال الاسرائيلي على شفا ارتكاب جرائم حرب، يجسد الفجوة الهائلة بين الخطاب العلني المضلل والإدراك الداخلي لجرائم الحرب الاسرائيلية. هذا السلوك أدى مباشرة إلى المجازر التي حصدت أرواح أكثر من 52 ألف فلسطيني، 70% منهم من النساء والأطفال.”

وتابع دلياني: “إن حالة الذعر التي أصابت هرم ‘أيباك’ بسبب محاولات السيناتور بيرني ساندرز لفرض نقاش علني حول المساعدات العسكرية لإسرائيل، تعكس أن بقاء اللوبي الإسرائيلي في مركز صناعة القرار الأميركي يعتمد على قمع الديمقراطية لا تعزيزها، وأن رعبهم من إمكان تطور الأنظمة الذكية ونشر الحقائق حول الإبادة الجماعية الإسرائيلية ينبع من إدراكهم العميق بأن كشف الحقيقة سيقوض تحالف الإجرام السياسي الذي يربطهم بصناع القرار في واشنطن.”

واختتم المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بيانه بالتشديد على أن تعرية هذا الفساد السياسي العميق، الذي حول الولايات المتحدة إلى أداة لخدمة مصالح دولة ترتكب إبادة جماعية، يعد واجباً وطنياً فلسطينياً ملحاً. فهذا الفساد هو ما أتاح استمرار جرائم الحرب الإسرائيلية، ومأساة الإبادة الجماعية في غزة، وسياسات التطهير العرقي والفصل العنصري في القدس المحتلة وسائر أراضي الضفة الغربية.