أدوية منتهية الصلاحية.. علاج الضرورة أم وصفة للهلاك؟

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

تبحث هداية أبو ريالة بشكل شبهٍ يومي عن أدوية في الصيدليات لمرضها المزمن ألياف والتهابات الرئتين، حتى وجدت صيدلية صغيرة عادت للعمل حديثًا بسبب تدميرها بفعل الحرب على غزة، لكنها منتهية الصلاحية.

تقول هداية لـ”شبكة مصدر الإخبارية: “أبلغني الصيدلي أن الأدوية منتهية الصلاحية ورفضت شراءها خوفًا من تأثيره الجانبي على صحتي خاصة مرضي مزمن ويحتاج إلى أدوية جيدة تساعدني على تخفيف الألم”.

وتضيف أن الصيدلي حاول إقناعها لشراء الأدوية ولا تؤثر على صحتي لأنها صالحة لشهر إضافي، وستبحث عن الدواء دون فائدة لعدم توفره في غزة.

وتردف: “اشتريت الأدوية على مسؤولية الصيدلي، فليس أمامي سواها تعبت كثيرًا من أجل الحصول عليها، خاصة لا يوجد أمل لفتح المعابر بسبب الحرب على غزة”، معربًا عن خوفها من انتهاء الدواء دون الحصول على غيره واستمرار المعاناة لأشهر أخرى.

وتأمل هداية بأن تنتهي الحرب في أقرب وقت وإدخال الأدوية إلى قطاع غزة، لوجود الكثير من المرضى يعانون من الألم ولا يجدون أدوية تخفف عنهم المرض.

أما رامي الدواوسة شعر بألم في أذنه اليمنى توجه إلى مستوصف في منطقته فوصف له الطبيب قطرة لعلاج الالتهابات الشديدة في الأذن، فاكتشفت بعد صرفها من الصيدلية منتهية الصلاحية، لا يوجد أمامه سوى استعمالها لعلها تخفف من أوجاعه.

يقول رامي لـ”مصدر الإخبارية”: “رجعت للصيدلي أخبره الدواء منتهي الصلاحية وأريد تبديله بدواء آخر، فطمئنه بأن الدواء صالح لشهر آخر فيمكنك استخدامه دون خوف من أي تأثير”.

ويشير إلى أن إغلاق المعابر وعدم إدخال الأدوية إلى غزة سيؤدي لوفاة الكثير من المرضى أو تفاقم معاناتهم، داعيًا منظمات الصحة إلى الضغط من أجل إدخال الأدوية وإنقاذ المرضى وخطر الأدوية منتهية الصلاحية على حياتهم.

هيفاء الشنطي تضطر لشراء الأدوية منتهية الصلاحية منذ أسبوع من البسطات المتواجدة في الأسواق التي تتعرض لأشعة الشمس التي تفسد التركيبة الدوائية ، ولم تهتم إن كانت تتعرض للشمس أيضًا فالوجع كان أقوى من رفضها الشراء.

تخبرنا هيفاء: “تأثرت معدتي من المعلبات خاصة أنني أعاني من جرثومة المعدة وسببت لالي التهابات جديدة على جدار المعدة فلا أدوية متاحة لشراءها الوجع لم أستطع تحمله سوى ببضع الأدوية منتهية الصلاحية”.

وعن عدم لجؤها إلى الصيدلية بدلًا من البسطات، تجيب بالقول: “الأدوية غير متوفرة بالصيدليات أراها على البسطات بكثرة وسعرها مناسب خاصة بالوضع الراهن الذي نعيشه، لا يوجد أمامي سوى تناولها فهي تهدأ من وجعي قليلًا”.

وتعبر عن خشيتها من تحول جرثومة المعدة إلى سرطانيات قد تودي بحياتي، والاحتلال يتمتع بمعاناة خاصة إغلاق المعابر وترك المواطنين يعانون من المرض والجوع والفقر والموت أيضًا.

وتطالب هيفاء الوسطاء بالضغط على الاحتلال بإدخال المساعدات والأدوية إلى غزة، خاصة لا يوجد أي أحد يعاقب الاحتلال على الجرائم التي يرتكبها بحقنا ضاربًا القوانين الدولية بعرض الحائط.

ظرف استثنائي

قال القائم بأعمال مدير عام الصيدلة في وزارة الصحة في غزة زكري أبو قمر، إن استخدام أدوية منتهية الصلاحية كحل اضطراري في نقص الدواء في القطاع.
وأضاف أن وزارة الصحة لجأت إلى تمديد “حياة الرف” لبعض الأصناف الدوائية التي انتهى تاريخ صلاحيتها خلال الحرب، بعد إخضاعها للدراسة لدى اللجنة الفنية بدائرة الجودة التابعة للوزارة.

وأشار أبو قمر في تصريحات صحفية إلى أن القطاع الصحي بغزة يعاني من عجز هائل بالنسبة للمستهلكات الطبية، مبينًا أن تمديد صلاحية الأدوية جاء بناء على دراسة من الجهات المختصة في وزارة الصحة.

وأهاب بالمواطنين والمرضى على عدم استخدام الدواء بدون تعليمات من وزارة الصحة بهذا الخصوص، خاصة أن بعض الأدوية غير صالحة للتمديد.

ولفت أبو قمر أن غزة تعاني من حصار امتد لسنوات وفي ظل الحرب أيضًا، فعملية إدخال الدواء مقلص، والأدوية التي تدخل إلى وزارة الصحة فهي تبرعات وغير كافية للمستشفيات والمراكز الصحية.