صحيفة عربية: ثلاثة أشخاص يعرفون مكانه ويوفرون احتياجاته – السنوار عقدة الإسرائيليين

السنوار مطلع بشكل خاص على المفاوضات، وأنه "يدرس كل مبادرة ويدرسها ويبدي رأيه"

وكالات – مصدر الإخبارية

صرح مسؤولون في حركة حماس، في قطاع غزة وخارجه، لصحيفة “الشرق الأوسط” أن زعيم حماس، يحيى السنوار، على اطلاع دائم بما يحدث. وذكرت المصادر قدرته على الاختباء، وكذلك عدم تمكن إسرائيل من الوصول إليه، لا تشير إلى انقطاعه عن التواصل مع قيادات الحركة.

وأكدوا للصحيفة التي تصدر في لندن باللغة العربية، أن السنوار مطلع بشكل خاص على المفاوضات، وأنه “يدرس كل مبادرة ويدرسها ويبدي رأيه”. ووفقا لهم، فهو يتشاور حتى مع قادة حماس خارج القطاع بطرق مختلفة – وبعد اغتيال نجل رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، تلقى اتصال تعزية من السنوار.

وبحسب المصادر، فإن الاتصالات جرت بشكل رئيسي «خلال الفترات الحاسمة من المفاوضات»، لكن لم يتم تحديد كيفية إجرائها وما إذا كانت اتصالات مباشرة أم غير مباشرة. وزعمت المصادر أنها “دائرة صغيرة جداً تعرف مكان تواجده، لا تزيد عن شخصين أو ثلاثة يوفرون له احتياجاته المختلفة، ويحافظون على تواصله مع باقي قيادات الحركة”.

وبحسب التقرير، فإن المصادر لم تنف – ولم تؤكد – معرفة أن السنوار نجا من محاولات اغتيال إسرائيلية خلال الحرب، ولم تحدد ما إذا كانت قوات الجيش الإسرائيلي قد اقتربت من مكان اختبائه، كما تجنبت الكشف عن أدلة حول مكان وجوده. مثل ما إذا كان مختبئاً فوق الأرض أو في الأنفاق، وقالوا إن “الاحتلال فشل في الوصول إلى العديد من قادة الصفين الأول والثاني في حماس، بل حاول اغتيال بعضهم”. أصيب بعضهم ونجا البعض الآخر وخرجوا سالمين من عمليات القصف في مناطق مختلفة”.

وحاولت «الشرق الأوسط» التواصل مع مقربين من السنوار وأقارب له من أجل رسم صورة لشخصيته وكيف يمكن أن يأخذ قراراته. ويقول مقربون منه وآخرون من أقاربه إن «السنوار يفكّر بخيارين لا ثالث لهما ما دام على قيد الحياة: إما تحقيق شروط المقاومة في وقف الحرب وانسحاب قوات الاحتلال وإتمام صفقة تبادل مشرّفة، وإما أن يحصل على نيل شرف الشهادة. وما دون ذلك بالنسبة لتفكيره الشخصي، لا توجد خيارات أخرى. مثل هذا الطرح (الإبعاد عن غزة) غير مقبول للنقاش بالأساس بالنسبة إلى السنوار، ولا يمكن أن يفكّر فيه».

وتشير المصادر إلى أن هناك تمسكاً بهذه الخيارات داخل قيادة حركة «حماس»، مضيفةً أن الكل مجمع عليها باعتبار أنه لا توجد حلول أخرى يمكن من خلالها مواجهة تعنت الاحتلال وتمسكه هو الآخر بشروطه.

وحول شخصيته، ورداً على قول الإسرائيليين إنه دموي وعنيف وعنيد، يوضح المقربون من السنوار أنه شخصية اجتماعية، وكثيراً ما كان يقوم بزيارات لشخصيات اعتبارية ومحلية وحتى لجيران مكان سكنه، وكذلك زيارة عائلته وأقاربه على الدوام، رغم انشغالاته منذ انتخابه زعيماً للحركة في قطاع غزة.

وقال أحد المقربين منه: «إنه على عكس ما يُنظر إليه بالنسبة إلى كثيرين بأنه شخصية حادة جداً، فإنه (السنوار) يمتلك في أحيان كثيرة روح الدعابة والمزاح حتى خلال اللقاءات والاجتماعات التي كان يديرها على مستوى قيادات الحركة». لكنَّ ذلك لا ينفي أنه «يتمتع بشخصية قيادية كانت تظهر عند إجراء مناقشات حول قضايا مصيرية ومهمة حيث كان قادراً على حسم أي نقاش».

ويقول قيادي كان يرافقه في السابق: «خلال المفاوضات التي جرت مع الوسطاء حول الوضع بغزة خلال فترة مسيرات العودة وما تبعها من أحداث (بين عامي 2018 و2019)، كان (السنوار) حريصاً على جعل قراره الشخصي يخرج بالإجماع بين قيادات الحركة، وقد حقق لسنوات إنجازات مهمة أجبر فيها الاحتلال على الرضوخ لمطالب الحراك».

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الإبلاغ عن العلاقة بين زعيم حماس في غزة وزملائه. في بداية الشهر، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” مراسلاته، والتي تضمنت رسائل كشفت أنه فوجئ على ما يبدو بنتائج الهجوم المفاجئ يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وزعمت الصحيفة أنهم تلقوا عشرات الرسائل التي بعث بها السنوار إلى أعضاء الفريق المفاوض، بما في ذلك زملائه في حماس، أعرب فيها عن ازدراءه الشديد لحياة الإنسان، وأوضح أنه يعتقد أن إسرائيل لديها المزيد لتخسره في المنطقة. وذكرت الصحيفة أن الرسائل وصلت إليهم من عدة أشخاص “لديهم آراء مختلفة حول السنوار”.