المصور سامي شحادة.. عندما يصبح راصد الخبر هو خبر
"سأعود لاستكمال مسيرتي"

سماح شاهين- مصدر الإخبارية
حين يتحول راصد الخبر إلى خبرٍ مؤلم يشهده العالم والكاميرا التي يوثق بها آلام المواطنين الذين يعانون حربًا صعبة آلمت بهم ولم ترحم أي بشر أو حجرٍ أو شجر، شعورٌ يصعب على أحد الشعور به إلا صحفيو غزة.
سامي شحادة، مصور صحافي من قطاع غزة كان يسير نحو مخيمٍ يكتظ بالسكان أعلن جيش الاحتلال أنه يقوم بعملية عسكرية مباغتة فيه، لكن وظيفته المحمية دوليًا وملابسه الدّالة على ذلك لم تشفع لهذا الصحفي أمام إجرام الاحتلال الذي ألقى عليه قذيفة أودت به جريحًا مبتور القدم.
يحاول جيش الاحتلال أن يطمس حقيقة ما يقوم به من إجرام ضد المدنيين وتدميره لكل ما هو أمامه في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
يروي سامي لـ “شبكة مصدر الإخبارية” تفاصيل استهداف الاحتلال له هو وبعض من زملائه الذين يرتدون الأدرع والخوذ الصحفية أثناء توجههم لتغطية الأحداث وحركة النزوح في النصيرات.
بعد دخولهم النصيرات بدقيقتين، أسقط الاحتلال قذيفة متفجرة عليهم بشكل مباشر، أدت لبتر قدم سامي ونجا منها باقي زملاءه.
ومن الطبيعي أن يتعلم الصحفي خلال مسيرته المهنية أساسيات الإسعافات الأولية وطرق النجاة من الخطر الذي يواجههم أثناء تغطيتهم لأحداث الحروب وفي الميدان.
حاول سامي إسعاف نفسه عن طريق ربط قدمه لوقف تدفق الدم منها والزحف نحو زملاءه والمواطنين من أصحاب المنطقة الشاهدين على الاستهداف لكنهم يبعدون عنه بضع أمتار.
كان يأمل أن تبقى قدمه على حالها أو يتم علاجها عبر البلاتين، لكن الأطباء أفقدوه هذا الأمل قائلين له إن العظام والأنسجة متهتكة ويجب بترها من أسفل الركبة، منتظرًا أن يتم ترتيب إجراءات العلاج بالخارج وتركيب مفصل صناعي.
وعن العودة للعمل مرة أخرى كصحفي فاقد لطرفٍ من أطرافه، أوضح سامي أن إصابته لن تثنيه عن العودة للعمل مرة أخرى والنزول للميدان لفضح جرائم الاحتلال وتغطية الأحداث التي تجري في فلسطين خاصة.
لم يختلف الصحفي سامي عن باقي المدنيين في قطاع غزة، فقد نزح من مكان إقامته في شمال قطاع غزة إلى جنوبه قسرًا بسبب توغل الاحتلال وتهديده، اصطحب معه الكاميرا الخاصة به محاولًا توثيق ما يحدث بالطرقات والمناطق التي يمر بها خلال نزوحه.
ويُشير إلى أنّه نزح من شمال قطاع غزة مع زملائه مرغمين بسبب التوغل الإسرائيلي في القطاع، اصطحب معه الكاميرا الخاصة به وقام بإخراجها لتوثيق نزوح المواطنين مرورًا بمستشفى الشفاء الذي كان متواجدًا به أثناء حصار الاحتلال له، ثم توجهه لخان يونس جنوب القطاع وتغطيته لحركة توغل الاحتلال تجاه مستشفى ناصر الطبي وارتكاب الجرائم والمجازر فيه.
واستدرك سامي لـ “شبكة مصدر الإخبارية”: “كان من نصيبي أن أتعرض للاستهداف والإصابة في مخيم النصيرات وسط القطاع، لكني أنتظر أن يتم إخراجي من غزة للعلاج في تركيا وزراعة طرف صناعي وأمارس حياتي بشكل طبيعي والعودة لعملي”.
وانتقد سامي شحادة النقابات والمجتمع الدولي، قائلًا إن هناك ضعفًا من هؤلاء تجاه حماية الصحفيين وحقوقهم التي كفلها لهم القانون واتفاقية جنيف بشكل خاص، متسائلًا: “أين دورهم في حمايتنا؟ لماذا نقوم بلبس الدرع والخوذة إن كان الاحتلال يجرم بحقنا بشكل مباشر؟”
وختم قوله قائلًا: “ما هو الرادع عقب استشهاد ما يقارب 140 صحفيًا، لا أحد يوقف شلال الدم بحقنا، أتمنى أن أكون آخر صحفي يُصاب هنا في حرب الإبادة التي يتعرض لها القطاع”، مشيرًا إلى أن الصحفي إنسان ولديه عائلة وحياة يجب حمايتها والعودة لها محميًا بحسب القانون.