عربات تجرها الحمير.. وسيلة بديلة لسكان غزة للتغلب على أزمة الوقود

خاص- مصدر الإخبارية
يستغل الشاب الغزّي رامي القرعان، أزمة توقف معظم المركبات عن العمل بسبب نفاد الوقود من شمال إلى جنوب قطاع غزة وتوفر عربات الحمير، فيخرج بعربته الخاصة به في نقل المواطنين بمقابل مادي لتوفير لقمة العيش ويتحدى بها الفقر بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ 6 أشهر.
يخرج رامي يوميًا الساعة سادسًا صباحًا من بيته القاطن في دير البلح وسط القطاع ويصطحب معه حصانه وينطلق إلى الشوارع خاصة الأسواق بحثًا عن الركاب الذين يعانون من محدودية وسائل النقل.
ويعود إلى منزله قبل أن تغيب الشمس خوفًا من الأوضاع خاصة أن القطاع يشهد حرب إبادة جماعية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بحصيلة المئة شيكل وأحيانًا تصل إلى 80 شيكلًا.
محاربة الفقر والجوع
ويقول القرعان لـ”شبكة مصدر الإخبارية” إن الذي يجمعه من عربته بالكاد تسد احتياجات عائلته المكونة من 12 فردًا، خاصة أنهم يشهدون حربًا أخرى من ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
ويضيف أنه لن ينقل المواطنين فقط، بل يقوم بنقل أثاث النازحين بفعل قصف بيوتهم، مشيرًا إلى أنّ الحرب أعادت الغزيين إلى عشرات السنوات للوراء.
ويردف الشاب رامي أنّه تصدف أحيانًا معه يكون قريبًا من منزل قصف للتو فيقوم بنقل المصابين والشهداء إلى المستشفيات القريبة منه لعجز سيارات الإسعاف عن الوصول للمناطق المستهدفة، لعدم توفر وسائل نقل طوال الوقت.
وبات سكان غزة يعتمدون على عربات الدواب، في التنقل بين المناطق ونقل بضائعهم، والجزء الآخر يساعد قي نقل النفايات بسبب تعطل عمل بلديات غزة.
وسيلة نقل شبه وحيدة
“أصبح للحمار قيمة” كلمات خرجت من فم الخمسينية حفصة عبد الكريم بعد انتظارها ساعة ونصف سيارة تقلها من السوق إلى منزلها، فاضطرت إلى ركوب عربة الحمار.
تروي عبد الكريم ل”شبكة مصدر الإخبارية” معاناتها في التنقل خاصة منذ بدء الحرب الإسرائيلية ولم تكن العربات منتشرة كما اليوم بسهولة، فأحيانًا تضطر إلى المشي لساعات خاصة أنها تعاني من آلام في العظام مما تسبب لها خشونة في المفاصل.
تقول الخمسينية إن العربات أصبحت وسيلة النقل الوحيدة المتوفرة أمامهم لقضاء حاجاتهم، على الرغم من بطء حركتها مقارنة بالسيارات، مشيرًة إلى أنّ أجرة الراكب تبلغ من 3 ل5 شواكل بحسب المنطقة التي نريد الذهاب إليها.
وتُبينّ أنها كانت تشعر في البداية بالخجل من ركوب عربات الحمير، ولكن اليوم أصبحت تعتبرها شيئًا أساسيًا للتنقل، ولا خيار أمامها.
عام.
وتُؤكد أن العربات أصبحت وسيلة نقل رئيسية أمامنا، وأنّ الأطفال يشعرون بالسعادة عند ركوبها ويريدون ركوبها يوميًا خاصة أنهم يفتقدون الوسائل الترفيهية بفعل الحرب.