إعلاميون يطالبون بترجمة التضامن الدولي مع الصحفي الفلسطيني على أرض الواقع

غزة- مصدر الإخبارية

طالب إعلاميون فلسطينيون بضرورة ترجمة التضامن الدولي مع الصحفي الفلسطيني على أرض الواقع، وعدم الاكتفاء بمجرد بيانات تضامنية لا تضع حداً لجرائم الاحتلال الإسرائيلي واستهدافه المتواصل لفرسان الإعلام الفلسطيني، مؤكدين على ضرورة ملاحقة ومحاسبة قوات الاحتلال على انتهاكاتها للقوانين الدولية المؤكدة على حماية الصحفيين وحرية العمل الصحافي.

جاء ذلك خلال حلقة نقاش بعنوان: “التضامن الدولي مع الصحافي الفلسطيني..مطالب وتحديات”، نظمها منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، اليوم الأحد 1 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 في مقره بمدينة غزة، لمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الصحافي الفلسطيني الذي يوافق السادس والعشرين من أيلول (سبتمبر) كل عام.

يذكر أن الاتحاد الدولي للصحافيين أقر في السادس والعشرين من أيلول عام 1996؛ يوماً عالمياً للتضامن مع الصحافي الفلسطيني إثر أحداث “هبة النفق” حين انطلق الشعب الفلسطيني بكل فئاته في مسيرات غاضبة لمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي من فتح نفق أسفل المسجد الأقصى.

ورحب رئيس منتدى الإعلاميين الفلسطينيين ياسر أبو هين بالمشاركين في حلقة النقاش، مبينا أن اليوم العالمي للتضامن مع الصحافي الفلسطيني يمثل فرصة لتجديد العهد مع أرواح شهداء الإعلام الفلسطيني ومع الجرحى والأسرى الصحافيين القابعين في زنازين الاحتلال الإسرائيلي على مواصلة دربهم ومسيرتهم في خدمة القضية الفلسطينية عبر مختلف المنابر الإعلامية المحلية والدولية رغم بطش الاحتلال.

وأشار أبو هين إلى مسلسل انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة في حق الإعلام الفلسطيني، مطالباً الاتحاد الدولي للصحافيين ومنظمة مراسلون بلا حدود والمنظمات الحقوقية الدولية بمواجهة انتهاكات الاحتلال في حق الصحافي الفلسطيني، معتبراً أن “استمرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لمبادئ القانون الدولي والأعراف والمواثيق الإنسانية يضع صدقية المجتمع الدولي على المحك”.

وأضاف أبو هين أن “التضامن مع الصحافيين الفلسطينيين يتطلب فضح انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في حقهم أولاً، وضمان حقهم في ممارسة العمل الصحافي بكل حرّية؛ والزام الاحتلال باحترام قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، لاسيما نص المادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية”.

بدوره، استعرض رئيس المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية الصحافي فتحي صبّاح واقع التضامن الدولي مع الصحافي الفلسطيني.

وقال إن “اليوم العالمي للتضامن مع الصحافي الفلسطيني مناسبة عزيزة على قلوب الصحافيين، وجاءت إثر إصابة عدد كبير من الصحافيين الفلسطينيين خلال أحداث هبة النفق عام 1996، لكننا لم نلحظ التضامن الدولي مع الصحافي الفلسطيني، وليس الملام الاتحاد الدولي للصحافيين وحده، لكن علينا أن نلوم أنفسنا، لاسيما نقابة الصحافيين الفلسطينيين التي لم تبادر لأي فعالية لاستثمار هذه المناسبة”.

وأشار إلى التحديات الماثلة أمام الصحافي الفلسطيني، لاسيما في ظل انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك الملاحقة من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

وتابع صبّاح أن “التحديات أمام الصحافي الفلسطيني عديدة، منها الاحتلال والانقسام الذي أثر على حرية العمل الصحافي”، منوهاً لاستهداف الاحتلال المتواصل للصحافيين، مذكراً بإصابة المصور الصحافي أشرف أبو عمرة أخيراً.

بدوره، تطرق رئيس شبكة الأقصى الإعلامية وسام عفيفة إلى البيئة التي يعمل فيها الصحافي الفلسطيني ومدى الحاجة للالتفات لحقوق الصحافيين وحمايتهم، ومضى يقول إنه “بات مطلوباً المبادرة إلى سن قانون حفظ كرامة الصحافي الفلسطيني”، مؤكداً أن ذلك مسؤولية الأطر الإعلامية والمؤسسات الحقوقية والتشريعية.

وتابع يقول: “مطلوب وضع هذا الملف على طاولة الجهات المسؤولة، وهذه مهمة الأطر الإعلامية التي رغم جهدها لم تعط هذا الأمر الاهتمام المطلوب”.
وأشار عفيفة إلى معاناة المؤسسات الإعلامية في توفير أدوات السلامة المهنية في ظل الاستهداف الإسرائيلي للصحفيين، لافتاً إلى التحريض الإسرائيلي المتواصل على الإعلام الفلسطيني في إطار إعداد لوائح اتهام تمهد وتبرر لاستهداف الإعلام الفلسطيني.

وطالب “بإيصال صوت الصحافيين الفلسطينيين للمؤسسات الدولية بشكل دائم، وليس لمجرد الاستعراض الإعلامي فقط، فنحن بكل أسف ندفع ثمن غياب جسم نقابي مهني قوي وقادر على حماية الصحافيين”.
من جانبه، تساءل مدير منتدى الإعلاميين الفلسطينيين محمد ياسين عن التضامن العربي مع الصحافي الفلسطيني.

وقال: “نتطلع للتضامن الدولي مع الصحافي الفلسطيني لكننا نتساءل في الوقت ذاته عن التضامن العربي، لاسيما في ظل الاستهداف المتواصل للإعلام الفلسطيني”، مشدداً على ضرورة أن يكون التضامن بمستوى الاستهداف الإسرائيلي للإعلام الفلسطيني.

وطالب ياسين بضرورة توفير الحماية للصحافي ودعم الإعلام الفلسطيني، فضلاً عن ضرورة محاسبة وملاحقة الاحتلال على جرائمه في حق الصحافيين، وتابع: “من المؤسف أن نضطر للحديث عن اعتقال الصحافي طارق السركجي من قبل الأمن الوقائي في الضفة الغربية وتمديد اعتقاله في سياق الحديث عن حاجتنا للتضامن الدولي مع الصحافي الفلسطيني”.
وفي السياق، أوصى مدير مركز الدراسات السياسية والتنموية مفيد أبو شمالة بضرورة المبادرة لتشكيل جسم إعلامي حقوقي قانوني يتولى تجنيد المؤسسات الدولية والحقوقية والسفراء لملاحقة الاحتلال الإسرائيلي في المحافل الدولية والانتصار للصحافيين الذين تنتهك حقوقهم، مشيراً لضرورة مراكمة الجهد الوطني وتكاتفه في سياق مواجهة تغول الاحتلال الإسرائيلي على الإعلام الفلسطيني بكل مكوناته.
وأكد أبو شمالة أن التهاون في مواجهة انتهاكات الاحتلال يشجعه على مواصلة استهداف الصحافيين.

وطالب بمحاسبة ولو مجرم إسرائيلي واحد على جرائم استهداف الصحافيين، ونحن نعول على قناة الجزيرة أن تنجح بمحاسبة الاحتلال على جريمة اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة”، معتبراً أن الاكتفاء بمجرد بيانات تضامنية أو فعاليات احتفالية لا يغير من واقع الصحافي الفلسطيني شيئاً.