ميدالية باروخ غولدشتاين الذهبية!

أقلام – مصدر الإخبارية

ميدالية باروخ غولدشتاين الذهبية!، بقلم المختص في الشؤون الإسرائيلية توفيق أبو شومر، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

اقتحمت مجموعة من أنصار الحاخام، إليعزر بيرلند يوم 4-8-2023 الدير المسيحي، ستيلا ماريس في حيفا، وقاموا بالصلاة أمامه ثم داهموه، وعبثوا بمحتوياته، وأساؤوا إلى رعاته، بادعاء أن الدير مقام فوق قبر النبي إيليا. للأسف، مر هذا الخبر علينا كما مر غيره مئات المرات!

إليكم قصة هذا الحاخام كما وردت في الصحافة الإسرائيلية: «أدين، إلعيزر بيرلند وهو الحاخام الحسيدي من طائفة، (شوفو بانيم)، المولود عام 1937 بتهمة ارتكاب جريمتي قتل شابين يهوديين، إحداهما لشاب عمره 17 سنة جرى اختطافه، ثم قتله وهو، نسيم شتريت عام 1986م والشاب إبراهام إدري على يد (فرقة العفاف الدينية) التي يقودها الحاخام إليعيزر نفسه! وأدين الحاخام أيضا في قضايا التحرش الجنسي والرشوة والتهرب من الضرائب، وغسيل الأموال، سجن 18 شهرا، كان يعد المصلين بالشفاء من الأمراض إذا منحوه خمسة آلاف شيكل إلى عشرين ألف شيكل. كان يأمر أتباعه بضرب الناس بادعاء مخالفتهم الشريعة». (يديعوت أحرونوت 17-10-2021).

المجرم، إليعزر هو مدير المدرسة الدينية التي تضم 1500 طالب، لها فرع في البلدة القديمة في القدس، هرب من التهم القضائية إلى أميركا وإيطاليا وسويسرا، ثم وصل المغرب ثم طرد منها عام 2013، وسافر للقاهرة، ثم جنوب إفريقيا، طالبت المحكمة الإسرائيلية بتسليمه، غير أنه هرب بواسطة طائرة خاصة مملوكة لأحد أتباعه إلى زمبابوي، ألقي عليه القبض في مطار أمستردام في أيلول 2014، ثم أطلق سراحه، وافقت المفوضية الأوروبية على تسليمه لإسرائيل!

هذا الحاخام الهارب من عشرات التهم فهم أهداف الحكومة الإسرائيلية اليمينية، ولكي يحصل على البراءة من كل التهم السابقة، فإنه اليوم يشارك في مطاردة الفلسطينيين المسيحيين، لنفيهم وتدمير مراكز عبادتهم!
للتذكير فقط فإن التخصص الأول لترحيل الفلسطينيين المسلمين احتكره زعيم العنصريين، إيتمار بن غفير الحفيد الفكري لمائير كاهانا، والحاخام يهودا غلك المختصين بنسف المسجد الأقصى لإقامة الهيكل الثالث مكانه، فهما يركزان جهودهما على ملف المسجد الأقصى بتنظيم مسيرات العنصرية!

أخيرا، إليكم شروط الحصول على الميدالية الذهبية، وهي ميدالية باروخ غولدشتاين الذهبية سفاح الحرم الإبراهيمي عام 1994 وهي تمنح للفائزين في آليات نفي غير اليهود من أرضهم بقتلهم وتشريدهم واغتصاب ممتلكاتهم، وهي:

الشرط الأول: إن ينضم الراغب في نيل الميدالية الذهبية إلى فرق الإجرام والعنصرية، مثل فرقة دفع فاتورة الثمن، أو زهران المستوطنات، أو شبيبة التلال الاستيطانية، أو عصابة لافاميليا، ولهبا، هذه العصابات تحظى بالحصانة! من أبرز جنود هذه العصابات، أليئور عزاريا قاتل الشهيد، عبد الفتاح الشريف 2016 أمام عدسات الكاميرات وهو أعزل، عزاريا اليوم يجوب إسرائيل كبطل تاريخي! أما أحدث مجرم فهو، يحيائيل إندور قاتل الشاب البريء قصي جمال معطان في برقة يوم 4-8-2023. اعتقلته شرطة بن غفير، غير أن أنصاره تجمعوا أمام المستشفى والسجن وهتفوا: (حرروا البطل)!

أما الشرط الثاني فهو، أن يتولى المدانون المجرمون من الحاخامين والمتطرفين تنفيذ الاعتداءات على مراكز العبادة، بأن يحرقوا المساجد والكنائس، ويشجعون طلابهم على البصق في وجه الكهنة المسيحيين في الشوارع العامة وأن يداهموا بيوت الفلسطينيين، في فجر كل يوم يحرقون ممتلكاتهم!

أما الشرط الثالث للحصول على الأوسمة ومحو كل التهم الجنائية للمجرمين الفارين من القضاء، والحصول على الحزام الأسود في الإجرام، والنجاح في انتخابات الكنيست القادمة، هو غزو الأرض المملوكة للفلسطينيين واغتصاب البيوت من مالكيها الأصليين وطردهم، مثلما فعلوا حين طردوا عائلة «صب لبن» الفلسطينية من القدس منذ أيام قليلة، ومن يرغب في الحصول على كأس بطولة إسرائيل في أولمبياد الاستيطان، عليه أن يغتصب أرض الفلسطينيين ويقيم عليها بؤرة استيطانية جديدة!

أقرأ أيضًا: كتب توفيق أبو شومر: لماذا يبصقون علينا؟!