جنين تقود الثورة.. ما اشبه اليوم بالبارحة

أقلام _ مصدر الإخبارية
جنين تقود الثورة.. ما أشبه اليوم بالبارحة.. بقلم/ خالد صادق
دعت تنظيمات عسكرية فلسطينية في جنين، إلى الإضراب والنفير العام ضد الاحتلال ومستوطنيه، الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، التوجه إلى نقاط التماس مع قوات الاحتلال، وإشعال المواجهة معه، وذلك استنكاراً لجريمة الاحتلال وقطعان المستوطنين ضد قائد كتائب شهداء الأقصى في فلسطين، ومؤسس «لواء الشهداء»، الشهيد داود الزبيدي وذكرت مصادر محلية، أن كتائب شهداء الأقصى في محافظة جنين، وكتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، والغرفة المشتركة للمقاومة، دعت في بيان مشترك إلى الإضراب الشامل والحداد العام غداً الاثنين، إكراماً لروح الزبيدي وكافة الشهداء، معلنين النفير العام في كافة المحافظات الوطن والضوء الأخضر لتوجيه ضربات للمستوطنين.
وحملت التنظيمات في جنين، المستوطنين وخاصة ايتمار ابن غفير مسؤولية استشهاد الزبيدي بعد محاولة اقتحام مستشفى «رمبام» حيث كان يتواجد الزبيدي الذي نقل إليها للعلاج عقب إصابته في البطن الجمعة في مخيم جنين, وشمل الإضراب مناطق ومدن عدة في الضفة المحتلة ودخلت نابلس «جبل النار» بقوة على خط الإضراب والمواجهة, وبات الاحتلال يتوقع سلسلة من العمليات الفدائية البطولية ردا على جرائمه البشعة, واخرها جريمة تصفية واعدام المقاوم الفلسطيني العنيد داود الزبيدي, وتحريض وتهديد الصهيوني المتطرف ايتمار بن غفير على قتله ونيته اقتحام غرفته في المشفى الذي كان يعالج فيه, حكومة نفتالي بينت التي تترنح ولا تدرك عواقب جرائمها, لا زالت تعاند وتكابر بعد قتل الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة ومشاهد الاعتداء على جثمانها, وإصرارها الدائم على القتل.
جنين دائما ما تحمل اللواء، وترفع الراية وتقود المعركة، ولو تجرأ نفتالي بينت وحكومته على اللعب في ميدان جنين الملتهب فعليه أن يتحمل النتائج, في جنين اليوم تسلك نفس المسالك التي سلكتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال في قطاع غزة, مما اجبره على الفرار من القطاع يجر اذيال الخيبة والهزيمة, بعد ان كان قادته المجرمين يتبجحون بالقول ان نتساريم كما تل أبيب, وغوش قطيف كما ريشون ليتسيون, ومعاليه ادوميم كما يافا وحيفا, لكنهم أمام ضربات المقاومة فروا مذعورين, ونفس الأمر يتكرر اليوم في الضفة, فلا يغرنكم تصريحات الاحتلال عن حلم «يهودا والسامرة» ولا البناء والتوسع الاستيطاني, ولا انتشار المزيد من الحواجز العسكرية على الطرقات وتقسيم الضفة الى كانتونات منفصلة عن بعضها البعض, فهذا كله حدث في غزة, أقاموا حاجز أبو هولي وحاجز أبو العجين وحاجز التبة وحاجز موراج وحواجز أخرى كثيرة, لكنهم في النهاية فروا مذعورين, بعد أن فجر الاستشهاديون الابطال حواجزهم بأجسادهم الطاهرة, واقتحموا المستوطنات التي كانوا يتحصنون فيها, و استهدفوا الحواجز العسكرية المنتشرة وفجروها بحفر الأنفاق تحتها, اليوم جنين تعيد تكرار مشهد النصر, وبات الاحتلال يخشى جنين ومقاومتها, ويتردد في القيام بعملية عسكرية واسعة فيها, لأنه لا يضمن نتائجها, فقبل أيام قليل وفي عملية توغل محدودة في جنين قتل ضابط صهيوني باعتراف العدو, وأصيب عدد آخر بجراح, لان جنين كلها خرجت لمواجهة الاحتلال, بمقاوميها الابطال وأهلها البواسل, وقادتها الكبار, انها تصنع النصر.
لقد اصبح خطاب المقاومة هو السائد في جنين, وبات ذوو الشهداء والأسرى ومن تهدم بيوتهم وتدمر أراضيهم ويعتدى عليهم هم من يدعون الى الثأر من الاحتلال, وتصعيد المواجهة معه, لانهم يدركون ان هذا هو السبيل الوحيد لانتزاع حقوقهم وحقوق أبنائهم من هذا الاحتلال البغيض, لقد باتت جنين تزأر زئير الأسود في وجه الاحتلال بمواقف أهلها والتحامها بالمقاومة, وثقتهم فيها, وهم يدركون ان هناك من يحمي ظهورهم, ومن سيدافع عن جنين وأهلها اذا ما احتدمت المعركة, ونحن متيقنون ان المعركة قادمة لا محالة, لكن الاحتلال لا يريد ان يغامر الا عندما تسنح له الفرصة بالمغامرة, وكلما قويت المقاومة في جنين وتماسكت وتوحدت وعملت وفق قرارات غرفة العمليات المشتركة, فإن هذا يضمن لجنين الصمود في وجه أي عدوان مهما كان حجمة, ونموذج جنين بات يتكرر اليوم في نابلس «جبل النار», ونتمنى ان يكبر ويتسع ويشهد نقلة نوعية في كل مدن الضفة المحتلة, فمعركة الضفة مشتعلة مع الاحتلال, وهو يسعى لان يحسمها, وما يمنعه من حسم المعركة حتى الآن هو سلاح المقاومة الذي يشهر في وجهه, لذلك على أهلنا في الضفة التخلص من كل القيود, فلا تخشوا اعتقالات السلطة وملاحقتها لكم, ولا تخشوا سطوة الاحتلال وقطعان مستوطنية, جنين النموذج تخلصت من سطوة أجهزة امن السلطة, كما حرمت على الاحتلال ان يطأ ارضها, وان وطئها فانه سيدفع ثمنا لذلك وقطعت الطريق على المستوطنين الذين باتوا يتجنبون السير في الطريق القريبة من جنين خوفا من سلاحها ومقاومتها, الاحتلال حدد الضفة ميدان للمعركة القادمة, ولذلك يجب الاستعداد له, والشعب بكل جبهاته لن يترك الضفة وحدها, ثقوا في أنفسكم, وثقوا في مقاومتكم, فان طريق النصر يمر عبر فوهة البندقية والحقوق لا تمنح انما تنتزع انتزاعا.