بهذه الكلمات.. صحافيون فلسطينيون وعرب يرثون شيرين أبو عاقلة
طالبوا بحماية دولية للصحافيين

سماح شاهين- مصدر الإخبارية
أثار اغتيال مراسلة قناة الجزيرة الصحافية شيرين أبو عاقلة، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي حالة من الحزن والألم على المستوى الفلسطيني والعربي والعالمي، وحرص العديد من الصحافيين على توديعها وتأبينها بكلمات مؤثرة عبّرت عن مشاعرهم الصادقة تجاهها.
الصحافي الفلسطيني المقيم في إسطنبول هشام جابر عبّر عن حزنه لتلقي الخبر، قائلًا: “أصبحنا لا نستغرب من انتهاكات الاحتلال المتصاعدة يوميًا، فهو يذهب إلى مستوى جديد من الجرائم”.
وأضاف جابر في حديث خاص لـ”شبكة مصدر الإخبارية“، أنّ ما جرى مع شيرين استفزاز وجريمة مركبة، أثرت على عدّة جوانب منها الشارع الفلسطيني الذي يعيش حالة غليان بعد فقدها، عدا عن استفزاز الصحافيين، وانتهاك حرمة الصحافة وقوانينها.
وأشار إلى أنّ اغتيال أبو عاقلة يعتبر استهداف لمواطنة أمريكية مما يضع واشنطن أمام تحدٍ لمعاقبة قتلة شيرين.
وأكد أنّ الأمر واضح بأنّ جنود الاحتلال هم من قتلوا شيرين، ولا بد من متابعة الجريمة وملاحقة المجرمين، لافتًا إلى أنّه استفزاز لأكبر مؤسسة إعلامية في الوطن العربي، وعلى الجزيرة أخذ حق مراسلتها.
وتابع: “شيرين صحافية موضوعية وتنقل الصورة أشبه بالمرآة، التقيتُ بها عدة مرات وأجريتُ معها مقابلة صحفية عن سيرتها الذاتية والمهنية، أحبت أن تكون صوت فلسطين، كانت قليلة الكلام وتحب الأفعال، وافتخرت دوماً بأنها فلسطينية”.
“تمنيت أن ألتقي شيرين في القدس”
الصحافي المصري أحمد قاسم قال إنّ ما حدث للصحافية أبو عاقلة صدمة كبيرة، مضيفاً: “لا زلت أرجو أن يكون حلم وليس واقعًا، حتى اللحظة لم أشاهد فيديو الاغتيال إلا مرة واحدة، ولم أستطع مشاهدته للنهاية، فيعز على الإنسان أن يرى إنسان عزيز عليه في مثل تلك المواقف، رغم شرف الموقف والنهاية التي فازت بها”.
وأكد قاسم في حديث خاص لـ”شبكة مصدر الإخبارية”، أنّ الاغتيال جاء تأكيدًا على خوف الاحتلال المستمر من جنود الإعلام بشكل عام وشيرين بشكل خاص؛ لأن حامل القلم بات في عصرنا الحالي أقوى وأشد فتكاً بالمجرمين من حامل البندقية.
ووجه الصحافي المصري رسالة للراحلة شيرين، قال فيها: “رحل الجسد ولكن الصوت لا زال باقٍ ومسموع بل محفوظ، سأعلّم ابنتي الصغيرة أن تقول كما كنت أقف أمام المرآة في صغري وأمسك بالعصاة لأقول: أحمد قاسم.. الجزيرة.. رام الله، مثلما كنت أسمع منها في التلفاز”.
وأضاف: “كنتِ أحد الأسباب الرئيسية بل أولها في أن أتمنى منذ صغري أن أصبح صحفيًا أحمل على عاتقي قضية تربّينا جميعًا عليها، وأن نتلاقى في القدس لتغطية الأحداث، يعز عليّ أن يكتمل نصف حلمي وأن يموت النصف الأخر منه”.
وطالب قاسم، بحل جذري للحد من انتهاكات الاحتلال، وأن يتعامل العالم كله مع القضية الفلسطينية كما يتم التعامل مع أوكرانيا”.
“قتل شيرين أبو عاقلة طمس للحقيقة”
من ناحيته، اعتبر الصحافي الفلسطيني المقيم في لبنان أحمد ليلى، أنّ قتل شيرين أبو عاقلة محاولة لطمس الحقائق التي لا يريد الاحتلال للعالم أن يراها، وأنّه يريد رواية واحدة فقط، لكنه بقتلها عرى نفسه أمام العالم.
ولفت ليلى في حوار مع “شبكة مصدر الإخبارية“، إلى أنّ شيرين مدرسة في الصحافة الميدانية، وفي الأخلاق والشغف تجاه الوطن، مؤكدًا أنّها ستظل عالقة في أذهان العالم.
ووجه رسالة للصحافيين الفلسطينيين بأن يكملوا مسيرة شيرين، مضيفاً: “هم صوتنا في الميدان إلى العالم، وعملهم مقاومة، وثباتهم صمود لنا”.
وتابع أنّ الانتهاكات بحق الصحافيين ستستمر طالما هناك احتلال، مردفاً: “لا نتوقع أي تطور لتجريم الاحتلال عالمياً فهو صنيعة تلك الدول التي تريد أن تبقيه في خاصرتنا”.
من جهته عبّر الصحافي السوري محمد فيصل، عن صدمته من اغتيال شيرين أبو عاقلة، متابعاً: “كبُرنا على الدنيا بصوتها وتعتبر عين فلسطين”.
وأشار فيصل لـ”شبكة مصدر الإخبارية” بأنّ الاغتيال غير مستبعد عن الاحتلال المجرم، معتبرًا أنّ اغتيال الصحفيين جريمة.
وطلب من الصحافيين الفلسطينيين الاستمرار في عملهم على نهج شيرين أبو عاقلة، مطالبًا المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات فعالة لحماية الصحافيين.