عائلة الرجبي في العراء بعد هدم الاحتلال لمنزلها ببلدة سلوان

خاص- مصدر الإخبارية
في العراء باتت تعيش عائلة الرجبي في بلدة سلوان بمدينة القدس المحتلة، بعد هدم قوات الاحتلال منزلها صباح اليوم الثلاثاء وتشريد أفرادها.
الحجة “بناء بدون ترخيص” كما قال الشاب فارس الرجبي أحد أبناء العائلة لشبكة مصدر الإخبارية.
وأضاف أن البناية التي هدمتها قوات الاحتلال، تضم 5 شقق سكنية وتعيش فيها أكثر من 5 أسر عدد أفرادها يزيد عن الـ40، وهم الآن صاروا بلا مآوى.
ولفت إلى أن عائلته تلقت خلال السنوات الماضية أكثر من إخطار بالهدم، وكان آخرها فترة عيد الفطر السعيد.
وقال إنهم حاولوا خلال الأيام الماضية مراراً وتكراراً من أجل تأجيل قرار الهدم ودفعوا غرامات مالية عالية لسلطات الاحتلال دون جدوى.
هدم وخسارة كبيرة
وأشار الرجبي إلى أن المبنى يضم إلى جانب الشقق السكنية محال تجارية يعمل بها أبناء العائلة، موضحاً أن المبنى تم تشييده قبل نحو 22 عاماً، بعد أن دفعوا المخالفات اللازمة وكافة التصاريح المطلوبة.
وبيّن أن المبلغ المدفوع وصول إلى نحو 100 ألف دولار، إضافة لكثير من المصاريف التي تخص أتعاب المحامين وغيرها.
وتحدث الرجبي بألم، كل الذكريات ماتت مع هدم البيت، موضحاً أن لديه أخته متبقى لموعد زفافها نحو شهر وكان يتمنى أن تزف في المنزل الذي تربت داخله.
ودعا كافة الجهات المعنية للتدخل فوراً ومحاسبة الاحتلال على جريمة هدم المنزل لضمان عدم تكرارها بحق مزيد من العائلات المهددة.
وفي فيديو بثته منصات محلية بمدينة القدس، قالت الطفلتين ميرال ويارا الرجبي إنهن فوجئوا عند عودتهم من المدرية بتجمع عدد من الأهالي عند منزلهم ليكتشفوا أن قوات الاحتلال قامت بهدم منزلهم.
بلدة سلوان مهددة
وذكر شاهد عيان يدعى يونس عطية يقطن حي سلوان، لشبكة مصدر الإخبارية، أن عملية الهدم للمنزل تمت بعدما حاصرت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال منزل العائلة وكان معها جرافات ومعدات حفر ضخمة.
ولفت إلى أن الشرطة الإسرائيلية أخلت العائلة بصعوبة من المنزل وشهدت عملية الإخلاء مواجهات بين الطرفين، وبعض المتضامنين من أهالي الحي.
وقال إن “حي سلوان بشكل عام يواجه التهديد بالخطر والإخلاء، وبين وقت وآخر تعمد سلطات الاحتلال على اختلاق حجج ومبررات لهدم منزل ما، دون وجود حق لها في تنفيذ ذلك”.
وذكر أن السلطات تهدف من وراء خطواتها لإحلال المستوطنين مكان الفلسطينيين وتحقيق خطتها القديمة في تهويد كامل مدينة القدس.
ودعا عطية كافة الجهات الدولية والحقوقية للتحرك الفوري من أجل وقف سياسيات الاحتلال تجاه أهالي القدس لاسيما الأحياء المهددة بالتهجير مثل سلوان والشيخ جراح.
إدانة واستنكار لهدم منزل عائلة الرجبي
واستنكرت وزارة الخارجية الفلسطينية هدم منزل عائلة الرجبي، ودع إلى فرض عقوبات على الاحتلال بعد تنفيذه هذه الجريمة.
وقالت في بيان، ندين بأشد العبارات الجريمة البشعة والنكراء التي ارتكبتها قوات الاحتلال” واعتبرتها “جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.
وطالبت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي بفرض أشد العقوبات على دولة الاحتلال لإجبارها على وقف انتهاكها وعدوانها (..) والانصياع لإرادة السلام الدولية.
وفي السياق، أدانت منظمة التعاون الإسلامي هدم بناية عائلة الرجبي في بلدة سلوان وتشريد وتهجير أهلها في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
ولفتت في بيان إلى دعمها الثابت لحق الشعب الفلسطيني في السيادة الكاملة على مدينة القدس الشرقية باعتبارها عاصمة دولة فلسطين.
واستنكرت كل المواقف والإجراءات الإسرائيلية الرامية لتغيير الوضع القانوني والتاريخي فيها، بما في ذلك سياسة الاستيطان الاستعماري وهدم المنازل والتهجير القسري للمواطنين الفلسطينيين، ومحاولة التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك.
“بلدة سلوان” حارسة الأقصى
وبلدة سلوان هي أحد البلدات التاريخية في مدينة القدس، ويطلق عليها لقب “جارة الأقصى” لقربها الشديد من المسجد المبارك، وتشكل حدودُها قوساً يمتدّ من الناحية الشرقية الجنوبيّة وحتى الجنوبية الغربية للمدينة.
ويسكن سلوان نحو 40 ألف فلسطيني إضافة لنحو 1500 مستوطن يهودي تحاول السلطات الإسرائيلية الاستيلاء على مزيد من الأراضي لتوطينهم أكثر.
كما، تُعدّ سلوانُ جُزءاً من القدس الشرقية التي كانت تحت الإدارة الأردنية بعد حرب 1948، حتى احتلتها إسرائيل سنة 1967.
وتخضع البلدة اليوم إلى بلدية القدس الإسرائيلية، وتزعم إسرائيل أنها جزءاً من عاصمتها وتتبع لها وتقول إنها حقاً خالصاً لليهود، وسط تفنيذ فلسطيني لتلك الادعاءات.