أخصائي تغذية يكشف فوائد مذهلة لتناول الفسيخ خلال أول أيام عيد الفطر

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

اعتاد المواطنون الفلسطينيون في قطاع غزة، على تناول السمك المملح أو ما يُعرف محلياً بالفسيخ، حيث يُعتبر من أشهر الأكلات ذات الطقوس الاجتماعية الشائعة والموروثة منذ قديم الزمان، دون النظر في الفوائد والأضرار لتناوله خلال أول أيام عيد الفطر المبارك.

انفردت شبكة مصدر الإخبارية، بلقاءٍ خاص مع أخصائي علم الأدوية والأعشاب والنباتات الطبية د. موسى عمارة، للحديث عن فوائد وأضرار سمك “الفسيخ”، تعزيزًا لثقافة التغذية السلمية وحرصًا على سلامة المواطنين وأطفالهم وعائلاتهم.

يقول عمارة: إن “تناول وجبة الفسيخ خلال أول أيام عيد الفطر السعيد، يعتبر الخَيار الأمثل لإعادة التوازن للجهاز الهضمي بعد صيام شهر رمضان المبارك، كبديلٍ عن اللحوم الحمراء التي تم تناولها طِيلة الشهر الماضي، مضيفًا: “السمك المُملح هو سمكٌ بوري يخرج من مياه البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر ويتم تجفيفه ليُقدم جاهزًا باعتباره أحد الأكلات الشعبية التراثية في فلسطين ومصر”.

عادة فرعونية

وأضاف: “يرجع تاريخ الفسيخ إلى زمن الفراعنة، وقد اعتاد المصريون على تناوله خلال ما يُسمى “عيد شم النسيم” من كل عام، محذرًا مرضى القلب والأمراض المُزمنة من تناول الفسيخ والرنقة وذلك لاحتوائهما على نسبة عالية من الأملاح التي تُسبب ارتفاعًا في ضغط الدم واحتباس السوائل بالجسم إضافة إلى تورم الأطراف”.

د. موسى عمارة
د. موسى عمارة

وأشار إلى أن الفسيخ يتمتع بالعديد من الفوائد الصحية، التي يُمكن الاستفادة منها عند تناوله، حيث تكفي الوجبة ما يحتاجه الجسم من البروتين وتزيد من حيوية الجسم وطاقته، لاحتوائها على سعرات حرارية، كما يُعرف بأنه غني بمضادات الأكسدة المُحاربة للشوارد الحُرة والمُسببة للعديد من الأمراض.

مُنشط جنسي

وبيّن أن الفسيخ يحتوي على نسبة كبيرة من الفسفور واليود، اللذان يعملان كمقوٍ ومُنشط جنسيْ ويزيد من الرغبة الحميمة لدى الرجل والمرأة، كما تسهم ملوحة “الفسيخ” العالية في تطهير الجهاز الهضمي والأمعاء من البكتيريا الضارة، ويُعتبر فاتحًا للشهية ومُحفزًا فعّالًا على شرب كمية من الماء مما يُعزز عمل الجهاز البولي وتطهير الكليتين.

طارد الأملاح الزائدة

ودعا الأخصائي عمارة خلال حديثه لمصدر الإخبارية، المواطنين إلى ضرورة التأكد من مصدر سمك الفسيخ وطريقة تخزينه، مع أهمية تناوله إلى جانب الليمون، الخس، الخِيار، الجزر، البصل، الفلفل، الخضروات الورقية بشكلٍ عام للحصول على نسبة عالية من معدن البوتاسيوم الذي يُساعد على طرد الأملاح الزائدة من الجسم والحفاظ على توازن السوائل والمعادن بداخله.

وحذر عمارة من الإفراط في تناول الفسيخ، لافتًا إلى أن 150 كيلو جرام من السمك المُملح كافية للفرد الواحد، مع ضرورة شرب ما لا يقل عن 3-4 لتر من الماء على مدار اليوم، وشرب النعناع والينسون والشاي الأخضر والبقدونس المغلي للتخلص من الأملاح الزائدة.

تجنب المشروبات الغازية

وأوصى الأخصائي “عمارة” بعدم تناول المشروبات الغازية كونها تُساعد على احتباس الماء في الجسم لاحتوائها على بيكربونات الصوديوم، وضرورة عدم تناول الفسيخ مِن قِبل مرضى الكبد والفشل الكلوي والحوامل والمُرضعات والأطفال أقل من 3 سنوات.

وفيما يتعلق بحالات التسمم الناتج عن تناول وجبات الفسيخ، أوضح المختص في التغذية د. موسى عمارة، أن أطباء السُموم والحُميات أجمعوا على خطورة تناول الفسيخ الغير مُرخص والمُخزن بالطُرق غير الصحية، ما ينتج عنها تراكم البكتيريا السامة المُدرجة تحت اسم “التسمم الممباري” والذي تُسببه بكتيريا “البيتيلوزم” المُنتقلة إلى جسم الإنسان نتيجة الأسماك الفاسدة.

وأوضح أن السموم الناتجة عن السمك المُملح الفاسد، تعود بالضرر على عمل الجهازين العصبي والتنفسي والرؤية “زغللة” العينين، كما لها تأثير سلبي يتمثل في ارتخاء الجِفون وجفاف الحلق وضُعف الأطراف العُليا من الجسم.

أقرأ أيضًا: الفسيخ من الفراعنة إلى غزة عادات العيد المُتوارثة