بعد استخدام روسيا سلاح الغاز.. ما بدائل أوروبا وقيمة التكاليف؟

غزة- تحليل خاص شبكة مصدر الإخبارية:
بعد إيقاف روسيا إمدادات الغاز إلى بولندا وبلغاريا لأنها رفضت الدفع الروبل، تخشى دول أخرى أن تكون التالية.
لكن تبقى العديد من التساؤلات حول قيمة الأموال التي تدفعها أوروبا مقابل الغاز الطبيعي لروسيا، وما البدائل المتوفرة ولماذا يصر الرئيس فلاديمير بوتين فعليًا على الدفع بالعملة الروسية؟
الأربعاء، نفذت روسيا تهديدها وأوقفت إمدادات الغاز إلى بولندا وبلغاريا عبر غازبروم، بعد رفضها الدفع بالروبل بدلاً من الدولار أو اليورو، وفق مايقتضيه العقد المبرم بين الطرفين.
ويأمل بوتين من جهة أن تتعافى العملة من مدفوعات الغاز بالروبل بطريقة ما، لكن يبدو أن السبب الرئيسي لقراره بشكل عام الرغبة في الانتقام من الدول الغربية التي فرضت العقوبات عليه، وتعتمد في الوقت نفسه على إمدادات الغاز الروسي.
إلى أي مدى تعتمد أوروبا حقًا على الغاز الروسي؟
تستهلك دول القارة المختلفة 40٪ من الغاز الطبيعي القادم من روسيا عبر خطوط الأنابيب، حيث تدفع كل يوم ما بين 200 و 800 مليون يورو للروس مقابل الغاز.
وبلغ إجمالي الإمدادات الروسية إلى أوروبا في عام 2021 155 مليار متر مكعب، منها 52 مليار متر مكعب تمر عبر أنابيب في الأراضي الأوكرانية.
بولندا، على سبيل المثال، التي دخلت مأزقاً بعد قرار روسيا وقف الإمدادات، وقعت عقدًا مع شركة غازبروم لنهاية 2022 يوفر لها 10.2 مليار متر مكعب، تمثل 50 ٪ من استهلاكها من الغاز.
من أين يمكن أن تحصل أوروبا على الغاز؟
أوقفت ألمانيا، المستهلك الأول للغاز في أوروبا، مؤخرًا مشروع خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 مع روسيا في أعقاب الحرب مع أوكرانيا، وتفكر في استيراد الغاز من المملكة المتحدة والدنمارك والنرويج وهولندا عبر خطوط الأنابيب.
ويمكن لدول جنوب أوروبا أن تتلقى إمدادات الغاز من أذربيجان عبر خطي أنابيب مختلفين: عبر البحر الأدرياتيكي إلى إيطاليا وعبور الأناضول عبر تركيا.
هل الطاقة الأخرى ممكنة؟
في أوروبا، يتم التعامل بجدية مع إمكانية سد النقص في الغاز من الواردات من الدول القارية الأخرى، أو بدلاً من ذلك إنتاج الطاقة من مصادر أخرى، مثل زيادة إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية والطاقة المتجددة والمياه والفحم.
وأعلنت الولايات المتحدة بالفعل أنها ستساعد في إمداد الاتحاد الأوروبي بـ15 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال العام الجاري.
وقال الاتحاد الأوروبي إن الولايات المتحدة وقطر يمكنهما تزويد العالم بحوالي 60 مليار متر مكعب من الغاز في 2022. وأضاف “يمكن لمشاريع طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية الأخرى أن توفر 20 مليار متر مكعب العام الجاري، ومضاعفة الكمية ثلاث مرات بحلول عام 2030.”
هل كانت هناك حالات مماثلة في الماضي؟
في العقد ونصف العقد الماضيين، كانت هناك عدة خلافات بين روسيا وأوكرانيا حول قضايا الغاز، وخاصة حول قضية الأسعار. في عام 2006، توقفت شركة غازبروم عن إمداد الأوكرانيين بالغاز ليوم واحد. بالإضافة إلى ذلك، في فصلي الشتاء من عامي 2008 و 2009، كانت هناك اضطرابات في الإمدادات من روسيا اجتاحت أوروبا.
وفي عام 2014، بعد حرب القرم، قطعت روسيا الإمدادات عن كييف. في عام 2015، توقفت أوكرانيا عن شراء الغاز الروسي، وبدلاً من ذلك استوردت من دول الاتحاد الأوروبي عن طريق عكس التدفق في بعض خطوط الأنابيب الخاصة بها.
هل ستستسلم الدول في النهاية وتدفع بالروبل؟
حال إصرار روسيا على شروطها، يمكن للدول الغربية الدفع باليورو أو الدولار إلى بنوكها، والتي ستحول الأموال إلى البنوك الروسية، وستدفع لشركة غازبروم بالروبل.