تمهد للسيطرة الكاملة.. تخوف من عودة الصلاة الصامتة في الأقصى

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:
يسود المسجد الأقصى المبارك في شهر رمضان المبارك من كل عام التوتر بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي، نتيجة تكثيف المتطرفين اليهود والمستوطنين اقتحام باحات الأقصى، والتضييق على المصلين، ومساعي فرض السيطرة على المقدسات الإسلامية، ما قد يحول الصراع الى حرب دينية.
لكن ما أثار خوف الفلسطينيين ويختلف في رمضان الحالي، السماح لليهود المتطرفين بالصلاة “الصامتة” وكسر القواعد من خلال أداء حركات جسدية، وبوقت رسمي ومحدد للمرة الأولى منذ العام 1967، استناداً لقرار محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس المحتلة الصادر مطلع تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بالسماح لليهود بأدائها بالمسجد الأقصى.
وفعلياً الصلوات اليهودية في المسجد الأقصى كانت تحدث شبه يومياً قبل أحداث أيار (مايو) الماضي، التي تطورت لتصعيد كبير في الأراضي الفلسطينية، لكن بشكل غير رسمي، وعادت رمضان الحالي لتشمل وفق خبراء في الشأن الإسرائيلي الصلاة “الصامتة” في الأقصى، وإلقاء الخطب الدينية في الزوايا الجانبية، والسعي لذبح القرابين، بمناسبة عيد “الفصح اليهودي”.
وقال الخبير سعيد بشارات، إن الاحتلال يهدف من خلال تعزيز الاقتحامات للمسجد الأقصى والسماح بالصلوات والطقوس الدينية لنزع الهوية الدينية الإسلامية عن الأقصى، والتغلغل بالمدينة المقدسة تمهيداً لإقامة الهيكل المزعوم.
وأضاف بشارات في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، أن تعزيز الأنشطة الدينية التي تطورت لتخصيص أوقات للصلاة “الصامتة” وإلقاء الخطب حول الهيكل المزعوم وخروج اليهود من مصر وذبح القرابين في عيد الفطر من قبل أحد حاخامات “السنهدرين الجديد”، ويدعى “يهوذا كروز”، يهدف لخلق نوع من السيادة الدينية التي يسعون لتكريسها منذ احتلال أرض فلسطين.
وأشار إلى أن جميع التغييرات الدينية التي يجريها الاحتلال، تمهد لهدم أجزاء من الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم.
وأكد بشارات أن السماح لليهود بممارسة طقوس جديدة مقدمة تدريجية لطقوس لاحقة، تعتبر ذبح القرابين جزءاً منها، مشدداً أن الاحتلال يعمل بشكل تدريجي على تغيير الوقائع وتحقيق أهدافه دون توتير الأوضاع وتصاعدها.
وشدد على أن الحل الوحيد لمنع الاحتلال من تغيير الوقائع والمعالم الدينية في الأقصى وجود تدخل فاعل للوصاية الأردنية، وثورة فلسطينية كبيرة لمنع دخول المستوطنين والمتطرفين نهائياً إلى باحاته.
بدوره، قال خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا وعضو مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس الشيخ عكرمة صبري، إن اليهود يُجرون تغييرات على أرض الواقع بالأقصى تدريجياً لتعزيز سيطرتهم وتغيير الواقع الديني للمدينة المقدسة، بدلاً من إعلانها حزمة واحدة إشعال المنطقة.
وأضاف صبري في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية، أن قرار المحكمة الإسرائيلي بالسماح للمتطرفين في “الصلاة الصامتة” يهدف للجهر فيها بشكل مسموع، وتعزيز السيطرة الدينية على الأقصى.
وأشار صبري، إلى أن “كل ذلك يهدف أيضاَ لتقويض صلاحيات الأوقاف الإسلامية وسحب الوصاية الهاشمية على الأقصى”.
وأكد صبري، أن الاحتلال يعمل على إعطاء نفسه مساحات جديدة في باحات الأقصى للحصول على حركة في العمل والبدء بتنفيذ هدفه الأساسي بفرض السيادة الكاملة على الأقصى وهدمه وإنشاء الهيكل المزعوم.
وبلغ عدد اليهود والمتطرفون الذين أدوا الصلاة الصامتة في المسجد الأقصى خلال فترة عيد الفصح اليهودي فقط الممتدة لمدة سبعة أيام بدأت في 15 نيسان (أبريل) الجاري، أكثر من 6200 يهودياً.